كلمة الرئيس الإقليمي للرَّهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان
كتابة الأب مخول فرحا
في قداس المئوية الخامسة لولادة أمنا القديسة تريزا الافيلية
الصرح البطريكي في بكركي، السبت في 28 \ 3 \ 2015.
صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلي الطوبى
مترأس هذا الاحتفال
اصحاب السيادة، المطران بولس دحدح رئيس طائفة اللاتين في لبنان والمطران ميشال قصارجي رئيس طائفة الكلدان في لبنان،
حضرة الرؤساء العامين والرئيسات العامات
اصحاب المقامات المدنية والعسكرية،
ايها الاخوة الآباء والرهبان والراهبات
ايها المؤمنون بالمسيح.
في عشية دخول الكنيسة في أسبوع الالآم، سيدخل غداً سيدنا يسوع المسيح الى اوشليم، على أصوات "التهليل والهوشعنا، للآتي باسم الرب!"، وفي هذا اليوم المبارك ايضاً، تحتفل الرهبانية الكرملية في العالم، بالمئوية الخامسة لولادة القديسة تريزا ليسوع الاڤيلية (28 آذار 1515 - 28 آذار 2015)؛ لذا قرَّر المجلس الاقليمي الكرملي في لبنان، ان نجتمع معاً في هذه الساعة، وفي هذا الصرح الكبير: إيكليروسأ ورهباناً وراهباتٍ ومؤمنين، حول اصحاب الغبطة والسيادة، للصلاة، والمشاركة في الذبيحة الالهية، كفعل شكر للرب على هذه العطية للكنيسة والعالم، تريزا ليسوع الأفيلية.
ان القديسة تريزا ليسوع هي امرأة أفيليّة، كرملية، صوفيّة وانسانيّة، وهي تأملية وعمليةّ، وكاتبة عصامية، ومؤسسة وقائدة، ورائدة في التفاوض، وقديسة ومعلمة وامّ روحيّة... منفتحة على الصداقة وعلى الشراكة مع الآخرين.
تأملّت تريزا كثيراً في معنى حياتها والريشة في يدها، في أيام الصراعات والمعاكسات والازمات. لكن من دون ان تحيد عن وجهتها الوحيدة، المتماهية مع دعوتها الرهبانيّة: اٍنها لمنّة عظيمة ان تكون راهبة. ولكن ليس من دون علم ولا حياة صالحة". ولم تدرك معنى وجودها إِلاَّ في مرحلة نضوجها؛ وجعلته متماهياً مع اختبارها الصوفيّ ورسالتها النبوية :" تصوّف عمليّ، ورسالة روحيّة وزمنيّة في الوقت عينه: اي ان تكون شاهدة للمسيح ورائدةً لمشروعٍ رهباني؛ اي ان تكون امرأةً قادرةً على تقديم الشهادة لله الحاضر في العالم وفي التاريخ. ولاجل ذلك، تخطَت شخصيَتُها ورسالتها رِحلَتها الارضية وحياتها القصيرة، وما زالت تعيش حتّى يومنا هذا.
لندع كلمةَ الله تعمل فينا جمعياً، ونحن نحتفل في ذبيحة الشكر هذه، كما فعلت فعلها بواسطة الروح القدس، في نفس تريزا ليسوع الأفيلية، وقدمت لنا اختبارها الروحي للصلاة والتأمل في الكتاب المقدس وكتاباتها، كذخيرةٍ حيّة لكل نفس تفتش عن اللقاء بالله، مصدرِ كلّ خير، لمن يحيا معه ولاجله، "والله وحده يكفي".
الرئيس الإقليمي للرَّهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان
الأب مخول فرحا
