Page d'accueil Nos saints
Bienheureuse Thérèse Marie de la Croix
Sainte Thérèse-Bénédicte de la Croix

الطوبَاويَّة تريزَا ماريَّا للصَليب الكَرمَليَّة - بتِّينا
1846 - 1910
كتابة الأب نوهرا صفير الكَرمَلي


هل رغبت يوماً في أن تكونَ فراشةً تطيرُ حولَ النّور؟ هذِهِ كانت رغبَة بتينا أو تريزا ماريَّا للصليب الكَرمَليَّة التي عَشِقَتْ يَسوع إلى دَرجة رَغِبَتْ في أن:

"تطيرَ حولَ يسوع، كالفراشَات التي ترفرفُ بجناحِهَا حولَ النَور، حتى تحترقَ بنارِ حبّه".

تريزا ماريَّا للصَليب الراهبَة الكَرمَليَّة حوَّلت حيَاتهَا إلى كَرمَلٍ أبَديّ وفعلَ حبٍّ للرَّبّ يَسوع ولكلِّ الإخوَة المحيطينَ بهَا ولا سيَّمَا للأطفال الذينَ وضعَهُم الرَّبّ في طريقهَا.

أبصَرَتْ بتينا النّور في 2 آذار 1846 في قرية كامبي بيزنسيو (CampiBisenzio) في إيطاليا (مقاطعة فلورنسا)، ونالتْ سرِّ المَعموديَّة بعدَ يَومين مِن ولادَتِهَا. توفِّيَ والدُهَا جييتانو وهو في الثامِنَة والعشرين مِن عمره ليذهب إلى لقاء خالقهِ، وترَكَ مَوتهُ العائِلة تُعَاني مِنَ العَوَز والحِرمَان وقد أخبرَت يتّينا في ما بعد تقول: "كنَّا نعيِّدُ يومَ كانت والِدتي تشتري القهوة بقروشِهَا المعدودة، وتُعدُّهَا لنا على الفطور. وكانت فرحتي تكبر أكثر فأكثر لو استطاعَت أن تُعِدَّ لنا القليل مِن عصير الليمون، نبلِّلُ بهِ خبزَنَا، ونشكُرُ الله على فيضِ نِعَمِهِ". بيد أنَّ سهر الوالِدَة روزا مانيتّي على عائِلتِهَا وحَنانِهَا كانا يعوّضان عن فقر العائلة.

وفي 25 آذار سنة 1857، قَبِلَتْ بتِّينا سرَّ التثبيت على يد أسقف كَرمَلي مُرسَل إلى الهند، هو المونسنيور لودفيك مارتيني Ludovico Martini. وفي عيد القدِّيس ميخائيل، رئيس المَلائِكَة، في الأحَد الثاني للفصح من سنة 1859، تقدَّمَت إلى مَائِدَة الإفخَارستيَّا للمرَّة الأولى. كانت تقول في ذكريَاتِهَا عن طفولتِهَا: "كم تمنَّيتُ أن أبقى بصُحبَةِ يسوع طوال النَّهَار! فهو رفيقي الدَّائِم. كنتُ أطيرُ فرحاً وبَهجَةً، فقد كانَ يملأُ يسوع فراغَ حَيَاتي كلَّ مَرَّةٍ أمرُّ أمامَ بيتِهِ وأسلِّمُ عليهِ".

أمضَت بتينا مُراهَقة هادئة، وكانت تهتمُّ بلبَاسِهَا وهندامِهَا مِمَّا زادَها جَمَالاً، فأصبَحَت مَحَطَّ إعجَاب الجَميع. إلاّ أنَّ حادثة جَرَت لهَا، فقد صدمتها عربة يجرّها حصان شرد عن خط سيره، وكانت تلكَ الحادِثة نقطة تحوّل بالنسبَة لهَا كما كانَ وقوعُ شاوول على طريق الشَّام نقطة تحوّل في حيَاة القدِّيس بولس. ومنذ تِلكَ الحادِثَة، تركت بتينا أحلامَهَا الأرضيَّة لتبدأ حَيَاة جديدَة، فسَلَّمت نفسَهَا للرَّبّ وتخلَّت عن المَظاهِر لتنصَرفَ إلى الصلاة. ومن إحدى روايات تغيّرها كانت عندما زارت صديقة لها في البلدة المجاورة حيث كان أهلُ البَلدة يَستعدّون لاستقبَال المَلِك وحَاشيَتِهِ. ولحظة ارتفاع الهتافات، هَمَسَ صوتٌ داخليّ في أذن بتينا: “أحجُبي عن نظركِ هذه البَهجَة، قومي بإمَاتة صغيرة لمحبَّة يَسوع“. فمَا كان منهَا إلاَّ أن أغمَضَت عينيهَا كي لا ترى مَا كانَ الجَميع يَتطلَّعُ إلى رؤيَتِهِ.

لاحقاً صرَّحَت: ”كنتُ في التاسِعَة عشَرَة من عمري عندما وَهَبتُ ذاتي لله“

لقد رأت بتينا نفسَهَا مدعوَّة إلى الكَمَال، واستطاعَت أن تبدأ المَسيرَة عن طريق خِدمَة الغير: العَجَزة، الأقربَاء والأصدِقاءْ، المساعَدَة في تحضير الأطفال للمناوَلة الأولى أو لاستقبَال الطِفل المولود... في سَدّ عَوَز الفقراء والمحتاجين. ثم انضمَّت إليهَا مَجموعَة مِن الشابات وبدأنَ حَيَاة جَديدَة ترتكزُ على الصلاة والتأمُّل والعَمَل وعبَادَة المَسِيح والخِدمَة.

إنطلقت هذِهِ الحَيَاة الجديدة مِن منزل بتينا، وبدأت تنمو وتزدهر بحيث أنَّ البَيت لم يَعُد يتَّسِع لاستيعَاب الوافِدَات للإنضِمَام إليهَا. وهكذا تمَّ الإنتقال إلى بيت جَديد بالإيجار، فكانت تلكَ بدايَة حيَاة ترهُّب حقيقيَّة تجمَع بين الصلاة والعَمَل والتأمّل، عبَادة المسيح والتفاني تجاهَ الصغار.

وقد أصبَحَت هذه الحيَاة عام 1874، مع اختيَار بتينا كمَال وروحانيَّة الكَرمِل، حياةً كرمليَّة بكل مِعنَى الكلمَة تلتزمُ قانونَ الرَّاهبَات الكرمَليَّات بموافقة وبرَكة الرَّئيس العَام للرُّهبَان الكَرمَليِّين الحُفاة. بهذا تحقَّق حلمُ بتيِّنا، ففي إحدى ساعَات الصلاة والتأمُّل العميق اليومي، سَمِعَتْ صوتاً، ورأت القدِّيسة تريزا ليسوع الأفيليَّة تدعوهَا إلى اتِّبَاعِهَا، فتكونَ بذلِكَ هذهِ الرَّهبَنة الجديدَة إلى جانِب الرّهبَان والرَّاهبَات الحَافيات والعلمَانيِّين الكَرمَليِّين.

بهذه العلامَة الواضِحَة كوضوح الشَّمس، نالت الحظ في أن تكونَ الجَماعة الجديدة مبنيَّة على روحَانيَّة القدِّيسَة الكَبيرة تريزا ليسوع. زارها عام 1885 الرئيس العام للرهبنة الكَرمَليَّة الأبّ دجيرولامو djeroolamo غوتّي وأعطاها بركته بأن تنعم بكلِّ الإمتيازات والخيرات الروحانية الكرملية. فانتظرت ثلاث سنوات طاعةً لأمر المطران أودجانيو odjenio tchekkoni تشككوني الذي وافق على قانون حياتها وطلب أن تنهي بناء كنيسة القلب الأقدس قبل النذور.

وفي 13 تموز 1888 تكرَّسَت بتينا مَع 26 راهبَة بصورة نهائيَّة للرَّب، وحَمَلت الإسم في الرَّهبانيَّة الكرمليَّة: ”تريزا ماريا للصليب“ تيمُّناً باسم أمِّهَا المُصلِحَة القدِّيسة تريزا ليَسوع الأفيليَّة. وبذلك وبالرُّغم من حبِّهَا الشديد لهذه المِلفانة لم يَعُد الثوب الكرمَليّ التريزياني محصوراً وراءَ قضبَان الحِصِن بل باتَ يُرتدى في الطرُقات وعلى مرأى من كلِّ الناس. لتردِّدَ بذلِكَ قولَ أمِّهَا المُصلحَة: ”الله وَحدَهُ يَكفي“. تلكَ كانت بدايَة إنفِتاح الكَرمَل النِّسائي على العَمَل الإرسَالي، لأنَّ هذه الرَّهبانيَّة الجديدة صارت أوَّل رهبَانيَّة كَرمَليَّة نسائيَّة تنطلِقُ إلى الرِّسَالة، حَامِلة زخمَ الكَرمَل التريزيانيّ التأمُّلي.

من أجل هذه الحَيَاة الجديدة أوقفت تريزا ماريَّا للصليب حَيَاتهَا، لنشر الإنجيل والتعليم المسيحي، لتنشِئة مسيحيِّين أصيلين تدبّ فيهم حماسَة الإيمَان، ومِن أجل التربية المدرسيَّة ورفع شأن المرأة، في بيئة إجتِمَاعيَّة وثقافيَّة مغلقة على عالم المرأة. كتبَت تقول: "إنَّ شهَادة تكريسِنَا الكُلِّي ليسوع، وشهَادة شركتِنَا الأخويَّة ستقودان أناس اليوم إلى طريق الإنجيل".

إختبَرَت بتينا، منذ صِغَرهَا، حبّاً كبيراً للقربَان. وبالرغم مِن مواجهَتها لصعوبَات عدَّة لتأسيس السجود الدائِم للقربان المقدَّس. إلاَّ أنَّ سَمَاعها لصَوتِ الرَّبّ في لحظة انخطاف، قائلاً: ”لماذا تخافين، ألا أكفيكِ أنا؟“. وهَذا الحدَث الذي ثبـَّـتها لتَحقيق هذا الحلم الذي مازالَ قائماً حتى يومنا هذا وذلِكَ بحضور الرَّاهِبَات الكَرمَليَّات للقدِّيسَة تريزا ليَسوع من خلال سجودهم الدائم. وهذا السجود تحقَّقَ بمبارَكة الأسقُف ميستراندجيلو mistranjeloوبحضور رئيسِهَا الكَرمَلي الإقليمي دجوڤاني djovanni غوالبيرتو gualberto للقديس دزانوبيو Dzanobio في 11 كانون الثاني عام 1902 وأطلِقَ على الكنيسَة إسم: ”كنيسَة جَسَد الرَّبّ“ وفيهَا القربَانُ مَصموداً 24\24 حتَّى يَومِنَا هذا كتبَت تقول: "أنتظِرُ بفارغ الصبر يومَ أرى يسوع القربَان وقد وُضِعَ على عرشِهِ في مَا بينَنَا، لم أكُن لأظنُّ حقاً أنَّ يسوع حفِظنَا لشرفٍ كهَذا".

سنة 1903 إنضمَّت الراهِبَات إلى العَائِلة الكَرمَليَّة تحتَ مفهوم رهبانيَّة الثالثيَّات الكَرمَليَّات للقدِّيسَة تريزا ليسوع وجَاءَ ترحيب الرئيس العَام للرَّهبَانيَّة الكَرمَليَّة الحُفاة الأب غوليالمو goulleylmoo للقدِّيس ألبرتو يقول: "بفرح ومحبَّة، مَددتُ يدي إلى هذا العَمَل، وهو ليسَ خارجاً عن نطاق الرهبانيَّة، فرهبَانيَّة الثالثيات الكَرمَليَّات للقدِّيسَة تريزا ليسوع، مؤهَّلة لأن تفعَلَ خيراً كثيراً للقريب". وفي 27 شباط 1904 ربط الحبر الأعظم خليفة بطرس البابا بيوس العاشر، نهائياً، إلى صخرتِهِ، هذه الكَوكبة الجديدة مِنَ الراهِبَات، وأعطاهَا الضمَانة بخَتمِهِ ذات حقّ حبري. وفي هذه السنة عينها بعد عودة الأب رينالدو ماريا للقدِّيس جوستينوس من زيارته إلى الإرساليَّات طلبَ منها أن ترسِلَ بناتِهَا إلى أرض سوريا الكبرى وفلسطين لكي يعمَلنَ هناكَ على تمجيد الرَّبّ. وانطلقت المرسلات الثلاثة الأخت رفايِللاَّ والأخت ألبرتا والأخت كونتشِتَّا إلى القبيات في لبنان يوم 6 حزيران 1904 بعد أن درسنَ اللغة العربيَّة لستَّة أشهر في روما.

لم تقضِ الأمّ تريزا ماريَّا ساعات عديدة على جبل طابور. أمَّا ساعات الجلجلة فقد بدأت تتوالى كثيفة وعاصفة في مسيرة طويلة ومؤلِمَة، إلاَّ أنَّ الحَالة الصحيَّة لتريزا ماريَّا للصليب قد تدهورَت وأرغِمَتْ على ملازمَة الفِراش بعد سنوات مِن العذابات المبرِّحَة التي لا تُحتَمَل، وحالاتُ نزفٍ تُنذِرُ بالخَطَر. كانت تقول: "الرَّبًّ طبيبي، فليَصنع بي مَا يَشَاء. لتكُن مشيئَتُهُ، لتكُن مشيئَتُهُ دائِماً". دَخلت تريزا ماريَّا المَرحَلة الأخيرة مِن درب جُلجُلتِهَا: فتحَمَّلت الألم لا باستِسلام كلِّي للّهفحَسب، بل برغبَة في المَزيد علَّها تتشبَّه في آلامهَا إلى مخلِّصِهَا وعريسهَا السَّمَاويّ الذي أدخلهَا جنَّة الكَرمَل بالقرب مِن إخوتهَا الكَرمَليِّين وأخواتهَا الكَرمَليَّات الحبيسَات.

في يوم السبت الواقِع في 23 نيسَان 1910 قُرابَة السَّاعَة السَّادِسَة والرُّبع وُلِدَت في السَّماءْ لتكونَ الإبنة حيثُ هي الأمّ جالِسَة بالقرب مِن مَلِكَة الكَرمَل وجَمَالهُ برفقة عريسها ومخلِّصها الوَحيد يَسوع المَسيح وعلى وجههَا نورٌ سَمَاويّ جذَّاب. مردِّدة في مَا يشبه الإنخطاف: ”لقد انفتحَت الآن، هَا أنذا آتيَة... أجَل إنِّي آتِيَة...“. وكانَ لهَا مِنَ العُمر أربَع وستّون عاماً، أسَّسَت خلالهَا خمسَة عشرَ ديراً في إيطاليا وأربَعَة في الشَّرق.

نعم هذه هي القداسَة وهذا هو الفرح الذي تعلِّمنا إيَّاه هذه الراهبَة الكرمليَّة، منذ طفولتها اقتنعت بحقيقة كلام الله، وبنت عليها، وعليها ثبَّتت أقدامَهَا.

يقول فيها البابا يوحنا بولس الثاني في يوم تطويبها، 19 تشرين الأول 1986: "فرح تريزا ماريا لم يكن فرحاً زائفاً من أفراح هذا العالم؛ ذاكَ الفرح كان ثمرةً غالية الثمن تدفعه بكلّ طيبة خاطر، مدفوعةً بحبِّ المسيح والنفوس. لقد تعذَّبت كثيراً: مِنَ النَّقد إلى الإفتراء، ومِن استشهَادٍ سبَّبهُ ورمٌ خبيثٌ افترسَهَا بعذاباتٍ مُرعِبَة، إلى قلق ليل الإيمَان المُظلِم، امتحَنَهَا في أعمَقِ أعمَاقِ روحِهَا. أمَّا هي، ففي كلِّ ذلِكَ سلَّمَت ذاتَهَا كلّ التسليم بين يديّ الله، وعرفَت أن تعيش بسلام كأنَّهَا تردِّد كلامَ بولس عندمَا يقول: "أفيضُ فرحاً في كلِّ مِحنَة". (2 قور 7\4).

مِن أقوال تريزا مَاريَّا للصليب الكرمَليَّة:
* إذا أرَدنا السَّلام، لنُكثر الكلامَ مَعَالله ولنتكلّم قليلاً مَعَ العَالم.
* بالصَّمت والتأمُّل يُسمِعُنا الله صوتهُ.

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids