السهرة الموسيقية في دير مار يوسف للرَّهبانيَّة الكرمليَّة - بشري 10/10/2015
بمناسبة ختام المئويَّة الخامسة لولادة القدِّيسَة تريزا ليسوع الأفيليَّة
الأب مخول فرحا، الرئيس الإقليمي للرَّهبانيَّة الكرمليَّة في لبنان
حضرة الأب الرئيس وجماعة رهبان دير مار يوسف
حضرة الأم الرئيسة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات
حضرة الأم الرئيسة لراهبات القدِّيسَة تريز الطفل يسوع المارونيات
حضرة رئيس وأعضاء بلدية بشري المحترمين
ايها الحضور الكريم،
العام المنصرم 2014 – 2015 كان مترتبطاً بشكل وثيق، بالكنيسة جمعاء وللرهبانية الكرملية بشكل خاص، بشخصية القديسة تريزا ليسوع او الافيلية، بمناسبة الذكرى المئوية الخامسة لولادتها 1515 – 2015.
وهذه القديسة تُعتبر من بين الشخصيات الكبرى في عالم التصوف المسيحي في الكنيسة. تريزا الافيلية، تيمناً باسم المدينة التي ولدت فيها " آفيلا"، هي من بين النساء النادرات التي طبعت بحضورها الروحي والانساني، تاريخ اسبانيا وكل التصوف المسيحي الكاثوليكي في القرن السادس عشر وما يتبع. انها المرأة الاولى الى جانب القديسة كاترينا السيانية التي اعلنت من قبل البابا القديس بولس السادس، ملفانة الكنيسة (1970)، وعالمياً عرفت بمعلمة في الصلاة دون جدل، ومؤلفة الاعمال الضخمة للروحانية المسيحية في الكنيسة.
فهي تظهر لنا، انها هبة من الله، امرأة خارقة، او في صورة راهبة، يحجبها التواضع والتقشف والبساطة، تنشر حولها العمق الروحي؛ او في صورة مصلحة الرهبانية الكرملية العريقة، او بالاحرى مؤسسة لعائلة رهبانيّة بأسلوب خاص وروحانية خاصة، ومؤسسة اديار؛ او في صورة كاتبة عبقرية، التي لديها نوع من الكتابة والإيحاءات تتضمن الكثير من الإختبارات اثرت في شخصيتها وبطريقة فريدة وفي الكنيسة بنوع خاص.
" تريزا الافيلية تعلمنا السير نحو الله والبشر". بهذه العبارة توجه قداسة البابا فرنسيس في رسالته الى اسقف افيلا في عيدها الكنسي (في15/10/2014)؛ ويضيف قداسته " ان خبرة تريزا ليسوع الصوفية لم تفصلها عن العالم ومشاكله بل منحتها دفعاً جديداً وشجاعة للعمل وأكد ان تريزا ليسوع قد عاشت صعوبات زمنها ايضاً مشدّداً على نظرتها الواقعية للاحداث والامور".
كم كانت تردد امام الصعاب والعراقيل" حان الوقت للسير قدماً "، انها دعوة موجهة اولاً الى رهبانها وراهباتها المحصنات الكرمليَّات والعلمانيين الكرمليِّين، للقيام بهذه المسيرة نحو الحبيب والصديق الدائم يسوع المسيح. ومن ثم الى جميع المكرسين نحن الذين نعيش في الكنيسة، وفي هذا العام ايضاً، "سنة المكرسين" ما أحوجنا اليوم للقيام بهذه المسيرة: مسيرة الصلاة والتأمل، مسيرة التصرّف بفرح ومحبة واحترام لبعضنا البعض، بروح الخدمة والاخوة والشراكة؛ بطريقة حسنة والتغلب على الخوف والتشاؤم الذي يسيطر على شعبنا وشبيبتنا من اجل الخير الاعظم وخلاص الانفس، عاملين بنصائح القديسة الكبيرة.
القديسة تريزا الافيلية أعطت الكثير من وقتها للرّب من خلال العمل والتأسيس والصلاة والتفتيش عن الله فوصلت إلى حدِّ نسيان ذاتها لأجل " حبيبها" يسوع المسيح، الذي اختبرته وعلّمته في حياتها وكتبته تاركةً لنا ارثاً كبيراً، نحن أبناء القرن الحادي والعشرين من خلال مؤلفاتها الكاملة، التي تفخر، اليوم، الرهبانية بنشره كاملاً باللغة العربية. لأنَّ هذه المؤلفات تساعدنا جميعاً على الوصول الى كمال المحبة والسلام الداخلي والمصالحة مع الذات ومع الله، حتى نصل ان نردد معها " الله وحده يكفي!"
الشكر كل الشكر للذين حضًروا لهذه الامسية الموسيقية، بداية جماعة رهبان دير مار يوسف في بشري، للمرنِّمة ماكدا كيروز، والأب جوزف محفوض ر.ل.م. والعازفة ريتا أبي خليل، ولشبيبة بشري، ومحطة Télé Lumière & Noursat داعياً للجميع دوام النجاح والتوفيق والقداسة بشفاعة القديس يوسف الشفيع والساهر الأول على هذا الدير وجميع قديسي الكرمَل. آمين.
