Page d'accueil Nos saints
Sainte Thérèse de Jésus (d’Avila)
Vocation

رسالة القدّيسة تريزا ليسوع إلى عالم اليوم
Article tiré de l’Ordre des Carmes Déchaux - Liban

"إني لكَ! ولدتُ لكَ! ماذا تريدني أن أعمَلَ؟".القصيدة التي أعطى البيت الأول منها عنوانًا لهذه الوثيقة، قوامها استحضار حياةٍ تعتبر هبةً قدَّمتها محبّة الربّ، وتقدمة ذاتٍ له. هذه الحياة هي حياة القدّيسة تريزا ليسوع، أمّنا.
"إنَّ عائلتنا ونشأتها في حشا الكرمَل، ومفهوم دعوتنا الأعمق، مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بحياة القدّيسة تريزا الروحيّة وموهبتها، وخاصّة بالنّعم الصوفيّة التي شكّلت الدافع الأساسي لمشروعَ تجديد وإصلاح الكرمَل المتَّجه كلّيًّا نحو المشاهدة، والتأمّل في الحقائق الإلهيّة، بروحيّة أمينة للإنجيل، ولقانون الرّهبنة الأساسيّ".
باتَ إسمُ تريزا، في تاريخ الكنيسة، وفي إطار التيَّارات الإصلاحية المسيحيَّة في إسبانيا، يندرج في الحركة الإصلاحيَّة المسيحيَّة الكبرى التي ترسّخت عند منتصف القرن السادس عشر. فنفحَ الكنيسة بروح جديدة قادرة على إنعاش الحياة المسيحيّة.
إنّ حياة تريزا الصوفيّة في قلب رهبانيّة تأمّليّة، بروحها وبنمط عيشها، وتصوّفها نبويّ: فهو اختبارٌ قويٌّ إلى حدِّ أنّه يجد تعبيرًا له في كلمةٍ تنادينا، وتلهمنا، وتستنطقنا؛ وهو شهادة اجتماعية كنسية.

المؤلّفات
إنَّ مؤلّفات تريزا ليسوع تقوم، أساسًا، على علاقات بين خبراتها الصوفيّة. وهذه الخبرات ستشكّل المشهد الخلفيّ لكتاباتها الأولى، وقوامُها: نِعَم مسيحانيّة خاصّة، ونِعَم إِناسيّة توفّر لتريزا مفهومًا جديدًا لذاتها.
.... ولقد تلقّت أمرًا من رؤسائها الذين اضطلعوا على خُبُراتها الصوفيّة، لكتابة كتابها الأوّل، "السيرة الذاتية" (1562 ثم 1565). فسردت فيه الكثير من التفاصيل عن نشأتها في عائلتها المسيحية، وعن بيئتها ودعوتها للتكرّس في العشرين من عمرها. وتقدّم في هذا الكتاب أجمل ما كتب عن حياة الصلاة والتأمل المسيحي، بالإضافة إلى مجموعة اختبارات صوفية رافقت تأسيسها للدير الأول في بدء عمليَّة الإصلاح في رهبانية سيّدة جبَل الكرمَل.
أمّا كتاب "طريق الكمال"، فقد وضعته بناءً على طلبٍ ملحٍّ من جماعة راهبات دير القدّيس يوسف المكوّنة حديثًا، أي الأخوات اللّواتي يعرفن شيئًا عن نِعَمِ أمّهنَّ الصوفيّة، ويطمحن إلى التعاطف معها، عملانيًّا، بشكلٍ أو بآخر. وعقب خمس سنواتٍ، أو ستّ (1573)، باشرت بوضع كتاب "التأسيسات"، وفيه ستكمل التقرير الذي باشرته في كتاب "السيرة الذاتية"، وتسرد تفاصيل تأسيساتها ومصاعبها، بالإضافة الى دوافعها الإلهية الآتية من اختباراتها الصوفية الأصيلة التي كانت تدفعها دومًا نحو حُبّ الكنيسة والنفوس.
وأخيرًا في عام 1577، وضعت "كتاب المنازل". وهذا الكتاب يجسّد كامل اختبار تريزا اللاَّهوتي والصوفي. ويمكننا أن نستخدمَ مضمونه كمثالٍ لسياق كلِّ حياةٍ روحيّةٍ مسيحيّةٍ.
ومسيرة القصر الداخلي تتلخَّص بالدعوة للسير نحو العمق حيث نتعلَّم القيام بالعلاقة مع الله في الأعماق الموجود في داخلنا؛ وبالتوبة نستعيد الحسّ الروحي. ومع اكتشاف جمال النفس وكرامتها نبتعد عن الخطيئة ونختار الله الساكن في وسط النفس. ويبدأ الجهاد الروحي في الأمانة للصلاة والتأمل، ويزداد الإحساس المرهف في الاصغاء لكلام الله. ومع احتدام الصراع بين الحياة الباطنية، والحياة والسطحية، تنصح تريزا بالمثابرة والتصميم في اتباع المسيح. وتباعًا يظهر النمو من خلال الثبات في مشاعر الأمان وطمأنينة الضمير، وتصميم على عدم إهانة الله، والثبات أكثر في الصلاة التأملية. لكن الجفاف الروحي يشكل هنا تجربة أساسية. فالإنسان مدعوٌ للذهاب دومًا نحو العمق والتجدُّد في الجذور العميقة. ومن أخطر المراحل وأهمها في الحياة الروحية، عندما يصبح سلوك الانسان أكثر انفعالاً حيث يفقد المبادرة الشخصية وتقوية الحياة الداخلية. وهذا تسمّيه القدّيسة اختلاء النفس والفكر، وصلاة السكينة حيث يبدأ الله يأخذ المبادرة ويمتلك الإرادة. هنا تبدأ الحياة التطلعيّة والصوفيّة بالنموّ؛ ويتوحّد التدخل الإلهيّ مع جهد النفس من خلال الفضائل. وفي خطوة إضافية يبدأ الله يفعل في أعماق النفس لتحقيق "صلاة الاتحاد"، أي اتحاد إرادتها وإرادة الله في الحبّ. وتتخلّى النفس عن كلّ شيء من أجل الإلتحام الكامل بإرادة الله؛ وتستعمل القدّيسة صورة دودة القزّ التي تتحول إلى شرنقة ومن ثم إلى فراشة جميلة، لكي تصف تطور اتحاد النفس بالمسيح القائم من بين الأموات. وفي المرحلة الأخيرة تصف القدّيسة اختبارها للخطوبة الروحيّة وما يرافقها من نِعَم صوفيّة خارقة؛ فيتوجّه كلّ شيء نحو الله الذي يجذب كلّ شيء؛ والنعم تتحول. ويحرّك النفس شوق الى الله، وعطش دائم له. يتنامى فعل الله في النفس التي تتحرر بالكامل من العالم وتنصهر في الإيمان والرحاء والمحبة. كما تختبر ناسوت المسيح. هذا الإختبار يقود القدّيسة الى "الزواج أو القران الروحي" حيث يَتمّ الإتحاد المحوِّل، ويزرع السلام في النفس. وما يلفت هنا هو بروز الرغبات الرسولية القوية والرغبة في خلاص النفوس.
تكتب تريزا انطلاقًا من خبرة شخصية، وترغب في إيقاظ رغبةِ الخبرةِ عند قرّائها، مقرّةً بأنّه "من الصّعب التّعبير، بدقّةٍ، عمّا لم نختبره". وتريد تريزا إثارة الشهيّة لدى قارئها، كي تحمله على اتّخاذ القرار بالسير على الطريق الذي سلكته هي. وهكذا، غَدَت خبرة الله على يد النعمة (1544 – 1554)، وخبرة شخص يسوع المسيح (1560)، وخبرة السرّ الثالوثيّ (1571)، النّواة المركزيّة التي تنامت حولها الرّوحانيّة التريزيّة.

الصلاة التأملية
نجدُ في كتاباتها كافّة، أن الموضوع الأساسي هو الصلاة التأمليّة التي تفهمها وتمارسها على اعتبارها "صداقةً شخصيّة مع المسيح ومع الثالوث الأقدس"، وهبةَ ذاتٍ غيرَ مشروطة للربّ. فالصلاة التأملية هي الباب الذي يشرِّع بوجه الشخص البشريّ هذه الفسحة من الحميميّة، حيث تصبح ممكنةً ملاقاة الربّ الحاضر في عمق أعماق النفس. تقول: "أقولُ فقط، إنّ الصّلاة التأمّلية هي باب النّعم الكثيرة التي منحني الربُّ إيّاها، فعندما يكون مغلقًا، لا أدري كيف يسعه أن يجودَ بها". والصلاة التأملية هي أيضًا المقام الذي تَبَان فيه الحقيقة، وتُلقي الأنوارُ على الحقائق. وتريزا تفهم الصلاة التأملية كتصرّف صداقة أمينة، صبورةٍ مع المسيح قبل كلِّ شيء. وغالبًا ما تطلب منّا أن نألف البحثَ عن رفقة المسيح الذي يصحبنا دائمًا. والصلاة التأملية، بنظرها، "ليست شيئًا آخر البتّة... سوى مسألة صداقة، غالبًا ما نتبادل الأحاديث، عبرها، بوضع حميميّ، مع "الذي" نعلم عنه أنّه يحبّنا" (السيرة 8، 5). وإلى ذلك، يمكنها أن تنشدَ، في قصيدتها، "لكَ ولدتُ": "إن شئتَ، هبني الصلاة التأملية؛ وإلاّ، هبني الجفاف... "يا صاحب الجلالة المطلقة"، أنا لا أجد السّلام إلاّ هنا: ماذا تريد أن يكون مصيري؟". هذا هو الجوهر، وهو أهمّ من القدرة على التوصّل إلى خبرات تأمليّة محدَّدة. فالأوقات المخصّصة للصلاة التأمّلية: "مهما انصرفتُ خلالها إلى هذه الصّلاة، بتكاسل، وتشرّد ذهن، فإنّ الربّ يظلّ يفرط في تقديرها".
إنّ تريزا تنقل إلى الكرمَل المجدَّد خبرتَها الشخصيّةَ التي ترتكز على كلمة الله وجذور حياة الرهبانية، خاصة ارتباط الرهبانية بالعذراء مريم، وبالنبيّ إيليا. وهي ترغب في الوقت عينه فتح الرهبانية على التجديد، مع رغبة في نقل تجربتها الشخصية، الرهبانية أو الروحية، إلى كامل جماعة المرافقات، والمرافقين. وتريزا تريد أن تعلّمَ الجميع، جديدَ حياةٍ تأمّليّةٍ ذاتِ أبعادٍ رسوليّةٍ، تبشيريّةٍ وكنسيّةٍ.
"مع الوقت، كانت رغبتي تنمو في أن أكونَ المناسَبَة لخير بعضِ النفوس، تمامًا كما يرغب مالكُ كنزٍ في أن يُفيدَ منه الجميعُ، ولكنْ، ما إن يودُّ توزيعَه، تُكبَّل يداه".

رسالة تريزا إلى عالم اليوم
إن عالم اليوم مطبوع بالعلمَنة، وما بعد الحداثة، والإلحاد، والكفر. ومع ذلك، هو عالم يمكننا، بمفارقة مستغربة، أن نتبيّنَ فيه المزيد من إشارات يقظةٍ دينيّة جديدة، مصحوبةٍ بالبحث عن روحانيّة قادرة على إجابة أعمق هواجس الكائن البشري. وهو أيضًا عالمٌ يمكننا أن نلاحظَ فيه حاجةً إلى صوفيّة، وإلى استعادة خبرة الإيمان، كأنَّ القرن الحادي والعشرين لا يزال يصرّ على أن يكونَ مسيحيًّا. ولكن، بموازاة ذلك، نرى بروز أزمة الهوّية الإنسانيّة بحدّ ذاتها، إذ أنَّ الإنسانَ يتآمر على كرامته إيّاها، وعلى القيم "المتعالية" المتجذّرة في كيانه بالذّات، وهو يدَّعي تحديد هويته وشخصيته دون أيّ استنادٍ إلى الله. والروحانية التريزيّة، كونها مرتكزة على الإنسان كمسكنٍ لله، منفتحٍ على التواجد وإيّاه، قادرٍ على اقتباله في أعمق أعماق "قصره"، تمكّننا بشدّة من استعادة وعي هذه الكرامة التي تهدّدها الثقافة الحاليّة. في النتيجة، أن نربّي الإنسان للتوصّل إلى القيام بتصرّف تأمل تريزيّ، هو أن نعينه على اكتشاف هويته الحقيقيّة من جديد.
إنَّ خبرة تريزا الشخصيّة متمحورة، فوق كلّ شيء، حول المسيح، فإنَّ جوهر الصوفية التريزيّة يكمُن في إدراك ناسوت المسيح الممجّد كدعامة تحملنا وكحياة لحياتنا. وناسوت المسيح هو "الكتاب الحيّ"، الذي تقرأ فيه الحقائق، كتابٌ "يطبع فينا ما علينا أن نقرأه بشكلٍ يستحيل معه أن ننساه".
قال عنها البابا بولس السادس: "نجحت تريزا بتأدية رسالة الصّلاة التأمّلية في إطار عائلتها الرّهبانية، وفي الكنيسة، وفي رسالتها الحاليّة التي لا انقضاء لها. وذلك لأنّ اكتشافها التأمّل حثّ على طرح طرق محسوسة جديدة في هذا الموضوع، بغية جعل التأمّل ممارسةً في متناول جميع الطّبقات المسيحية".
من هنا وَجَب أن تتحوّلَ موهبة تريزا ليسوع الروحية في التأمّل إلى مدرسة صلاة في قلب الكنيسَة، إذ يستحيل التفكير بتحقيق ملء الحياة المسيحيّة بدون الرجوع إلى هذا البعد اللاّهوتيّ، وحتى إلى هدفه الصوفيّ.
إنّ موهبة القديسة تريزا الروحية، وخبرتها الصوفيّة للمسيح، ومثال حياتها التأملية في خدمة الكنيسة، تتجسّد في عيش "أسلوبنا في الصّداقة الأخويّة" حيث يملك المسيح ويترأس الجماعة وينمّي الصداقة، ويقوّي المحبة والخدمة، وينمّي الفضائل المسيحية الأساسية خاصة المحبة والتواضع.
إنّ الغاية التي نسعى إليها بواسطة الإصغاء إلى كلمة القدّيسة تريزا، هي أن نوقظَ داخل الأفراد والجماعات تجذّرًا لوجودنا المسيحي من وجهة نظر بيبليَّة وإنجيليَّة، كما نهدف إلى أن نكوّنَ غنى إيماننا بالإتحاد مع الكنيسة. وبصفتنا محاورين حاليِّين للقدّيسة تريزا، علينا أن نتمكّنَ من تلمُّسِ مدى مساهمة ثمار علاقتنا بآثارها في تطويرِ حياتنا، كوننا أبناءَ الكرمَل، وأبناء هذه الملفانة الكبيرة تريزا ليسوع، تطويرٍ مصحوبٍ بتأثيرٍ فعّال شبيهٍ بالتأثيرِ الذي كان القدّيس غريغوريوس الكبير ينسبه إلى تأثير الكتب المقدّسة، الذي ينمو مع الذي يقرأها بنسبةِ إيمان القارئ ومحبّته. وقراءتنا لآثارِ تريزا سيوجّهها انتباهنا إلى ما هو ملائم فعلاً لحياتنا، بدل أن تكونَ قراءةً منهجيةً منتظمةً.

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids