Page d'accueil Nos saints
Sainte Thérèse de Jésus (d’Avila)
Vocation

خدمة الرَّبّ
الموهبة الرسوليَّة في حياة القدِّيسَة تريزا ليسوع
كتابة الأب شربل الندَّاف الكرمَلي


1 – كتاب السيرة:
مندهشة بعمل الرَّبّ ومن ذاتها وبالكنيسة، كرَّست تريزا كلّ قواها للفهم وللإكتشَاف. واضعة حياتها كلّها وليس فكرها فقط – في خدمة الرَّبّ والسير في طرقِهِ.
تنشئة تريزا الدينيَّة كانت جيِّدة:
- التعليم الديني
- روايات دينية
- صور عن هرميّة الكنيسة
- البيت الداخلي للكنيسة (أديار، مناسك، كاتدرائيات...)
من صغرها وهي ترغب في خدمة الرَّبّ:
- لم أكن أعرف ماذا أفعل: راهبة أم متزوجة (س 3، 2) دير سيِّدة النِّعمَة (مكثتُ في ذلك الدير سنة ونصف سنة، فتحسَّنت حالي كثيراً. بدأتُ أتلو الكثير من الصلوات اللفظيَّة وأسأل جميع الراهبات أن يطلبنَ إلى الله ليهديني إلى الحالة التي عليَّ أن أخدمَهُ فيها. غير أنِّي ما كنتُ أرغبُ في الترهُّب أو في أن يؤتيني الله هذه الدعوة، ولو كنتُ أخشى الزواج أيضاً).

- علاقتها مع المعرّف الأب فيسنتي بارون:
عند اعترافها عند هذا الكاهن تعلّق بها كثيراً، عرفَ منها أنّها لا ترضَى إقتراف خطأ جسيم ضدَّ الله مهمَا كلَّفَ الأمر. تقول تريزا: "بقدر ما كنتُ حينئذٍ مفتونةً بالله، كانت أوفر مباحثاتي متعةً تلك التي يكون الله موضوعها. موقفها هذا حيَّرَ أمر الكاهِن فشغفَ بها، وأفصحَ لها عن سرِّهِ وهو أنّهُ يعاشر امرأة في القرية نفسِهَا. فعَمِلت جاهِدة على مساعدة هذا الكاهن رغم كلّ الضغوطات التي مورِسَت عليها من قِبَل أهالي القرية، وأدّى ذلك إلى تخطِّي المشكلة.

- خبرتها مع القدِّيس يوسف:
بعد مرضها بشفاعة مار يوسف تخطَّت هذه المِحنة، تقول تريزا أنَّها منذ ذلك الحين رغبت كثيراً في إيصال منافع التعبُّد لهذا القدِّيس بعد ارتدادها لرؤية صورة المسيح المصلوب. عادت لا لأن تمَارس التأمّل فقط، بل لتعليمه أيضاً للآخرين (س13: 7 – 10)، حثّت والدها على التأمّل وكذلك الآخرين.

ملاحظة: في س 8،13 تحذّر تريزا المبتدئين بأنَّ تجربة شائعة تراودهم وهي أنّهم ما أن يشرعوا بتذوُّق طمأنينة التأمّل ومنافعِه حتّى يرغبوا في أن يكون جميع الناس روحانيِّين. وتزيد أنَّ هذه الرغبة ليست بأمرٍ سيِّء وأمَّا محاولة تحقيقها فقد لا تكون صالحة إذا لم تصحبها الفطنة واللّباقة... لأنَّ من أراد أن يؤتِ غيرهُ نفعاً في هذه الحال، لا بدّ أن يمتلكَ فضائلَ راسخة جدَا لئلاَّ يكون سبب عثارٍ للآخرين

- في المقطع الأوّل من الفصل 21 من كتاب السيرة، يمكننا أن نرى بوضوح الحالة التي وصلت إليها تريزا. بدأت ترى الأشياء ببعدٍ آخر. "طوبى للنفس التي وجَّهها الرَّبّ لفهم الحقائق": (حقائق عمليَّة: توصَّلت لفهم ما عليها أن تعيشهُ وما عليها أن تنقلهُ للآخرين).

- متشوِّقة: ممتلكةً الحقيقة التي كشفهَا لها الله، تتشوَّق النفس لإعلانِهَا بأعلى صوتِهَا (حالة رسوليّة طارئة) (س 2،21)

- عائق: تشعر بعجزها لكونها إمرأة (س 2،21)

- تماهي مع القدِّيس بولس ل شَرح الصِّراع بين رغبَاتها وضَعفها فتقع بين خيارين: الإتحَاد مع المسيح نهائيًا أي المَوت أم خدمَة الكنيسَة بكلِّ قواها. (س 6،21).

* من هذا المنطلق يمكنُنا فهم حساسيَّة تريزا لواقع الكنيسة وموقفهَا تجاه الحاجات المسيحيَّة التي تعبِّر عنها في كتابي: طريق الكمال والتأسيسات. إنَّ شغفهَا لخدمة الرَّبّ يزداد يوماً بعد يوم، كلَّما تقدَّمت تريزا في خبرتهَا مع الرَّبّ، لكن هذا الشغف بدأ يأخذ بُعدًا عمليًّا. "الحبّ الذي تعرفه النّفس يُنسيها ذاتهَا، فترى ذاتها في الله كشيءٍ خاص به غير منفصلٍ عنهُ" (س 8،34). هكذا تريزا لم تعد ترى شخصًا يعجبُها، حتّى تتمنَّى حالاً أن تراه ينقطع كلّياً لله وتأخذها لذلك حميّةٌ لا تستطيع مقاومتها. ولو أنّها تتمنّى أن يخدم الجميع الله فإنّها تتمنّى ذلك باندفاعٍ عارم للّذين يعجبونها فتلجّ على الرّب من أجلهم. (س 7،34)

وذلك لأنّ مجد تريزا من مجد الرَّبّ ومجد الرَّبّ من مجدها. (تق 35) فالرَّبّ أصبح هي وهي أصبحت الرَّبّ. فكلّ ما تطلبهُ من الرَّبّ كان يُستجاب. تقول تريزا: "غالباً ما انتشلَ ربّنا نفوساً من خطايا جسيمة ... لأنني توسّلت إليه في ذلك".

مثالاً على ذلك: - مساعدتهَا للأرملة لويزا دي لاسيردا في توليدو (س 34).
- مساعدتها لأختها ماريا.
- لقائها مع الأب غارسيا دي توليدو (س 34)

* الرَّبّ يدعوها لتأسيس دير مار يوسف: (س 11،32) تشرَع بالعمَل وتؤسِّس الدَّير. خلال تدشين الدَّير تعبِّر تريزا عن فرحتها لتدشين عمل يهدف إلى خدمة الرَّبّ ولتكريم ثوب والدة الله مريم. (س 6،36).

2 – طريق الكمال 1560 - فيما كانت تؤسِّس دير مار يوسف، وصَلَت إليها أخبار حول :
- ما يجري من مشاكل داخليَّة في الكنيسة الفرنسيَّة.
- حركة لوثر (ط 3،35)، (ط 1،3 و 8)، (ط 3،33)، (ط 11،34).
- تطوّر هذه البدعة اللوثريّة (ط1،1)
هذه الأخبار خلقت في تريزا حزناً شديداً (ط 2،1):
- "كانت تبكي أمام الرّب وتتوسَّل إليه أن يتلافى هذا الشرّ الجسيم".
- مستعدّة أن تقدِّم حياتها ألف مرَّة، كي تنقذ نفساً من النفوس العديدة التي كانت تهلكُ هناك.
- تجدُ نفسَها عاجزة لكونها إمرأة وحقيرة، على ان تجدي نفعاً في خدمة الرَّبّ كما تتمنَّى.
- عزمت على إتّباع المشورات الإنجيليّة قدر المستطاع وأن تسعى لتفعل الرّاهبات القلائل الموجودات معها في الدّير الأمر نفسه. "آه يا أخواتي بالمسيح ساعدنني لنلتمس هذا من الرَّبّ، فإنَّه من أجل هذا جمعكنَّ هنا. هذه هي دعوتكنَّ، وهذه يجب أن تكون مشاغلكنَّ، هذا يجب أن يكون موضوع رغباتكنَّ ودموعكنَّ، وطلباتكنَّ". (ط 5،1)
هكذا تريزا تُدخِل خدمة الكنيسَة على دعوتها وتعطي لحيَاة التأمُّل بعداً رسوليّ وعمليّ وهي صلاة التشفُّع (ط 35، 3-4) وتطلب من أخواتها أن يقمن بالشيء نفسه. "نناضل من أجل المسيح". (ط5،3)
تتابع تريزا بهذه الرّوحانية طيلة عرضها لكتاب طريق الكمال (ط 1، 3، 16، 19، 35...)

3 – التأسيسات 1566: في كتاب التأسيسات (ت 7،1) تتلقّى تريزا أخباراً من الأخ الفرنسيسكاني ألونسو مالدونادو حول الوضع في الهند، حيث ملايين من الأنفس تهلك لعدم تلقيها التعليم الصحيح.
تريزا تعلم بوجود الأنفس التي لم تصل إليها البشارة المنتشرة خارج الكنيسة. ممَّا يخلق فيها الدعوة بأنَّها وجدَت لشيء أعظم (ت 1، 8). "إنتظري قليلاً يا ابنتي، فتَرَي أشياء عظيمة يقول لها الرَّبّ". بعد ستة أشهر، الرَّئيس العام للرَّهبنة الكرمليَّة يطلب منها تأسيس أدياراً كرمليَّة بقدر استطاعتها. (ت 3،2). ومنذ ذلك الحين لم تكفّ عن فعل ذلك. أسّست ديرها الثاني سنة 1557 في مدينا دل كامبو...
هكذا تريزا عزمَت على العمَل والمقاساة (ت 3،5) وعلى إرضاء الرَّبّ بتوافق إرادتنا مع إرادتهِ. (ت 10،5)

4 – المنازل - المنازل الثلاثة الأولى: محبّة الرّسول لا تزال ضعيفة في البدايات.
- المنازل الرابعة: أوائل التأثيرات الإلهيَّة يخرج من النفس نوعاً من الرائحة الذكيَّة، ماءً حيّ، أفكاراً منيرة وعميقة. الرّوح القدس يسكن هناك ويتجلّى. هنا تبدأ النفس بالإبتعاد عن كلّ ما يسيء للرَّبّ (4 م 10،3) (س 14،19).
- المنازل الخامسة: إتّحاد الإرادة. النّفس لا تستفيد لذاتها بل تسعى لإفادة الآخرين ... دائماً مهمّته بإكتساب مغانم للأنفس الأخرى (5 م 1،3). فهي مجتاحة من قبل الله، تعمل له حتّى عندما لا تشعر بقربه فيها (5 م 2،3). ولكن من الضروريّ أن تملك النفس الفطنة، ولا يمكنها أن تنام مطمئنة، لكي لا تخسر كلّ شيء. (5 م 5،4)
- المنازل السادسة: الرّسالة الكاملة. الحبّ يصل إلى كماله، في المنازل السادسة، يترك الرَّبّ ذاته تنكشف في أعماق النّفس. ويتمِّم معها الإتِّحاد المنشود.
مفاعيل وملامح الحبّ تظهر بوضوحٍ أكبر في القِران الرّوحيّ أي المنازل السّابعة، ولكن في كلتا المنزلتين وإن بدرجاتٍ متفاوتة، تصل النّفس إلى كمال التأمل وكمال الرسالة.

خلاصة
- الحبّ الكامل يحمِل معهُ طابع الحبّ المحوِّل، والموحِّد، فينتُج نوعًا من التّساوي بين النّفس وبين الله. النّفس تصبح الله بالمشاركة.
- هذا التحوّل يتمّ في جوهر الإنسان (substance) الذي يتحكّم بدوره بقوى النّفس (مفاعيل عمليّة) (ت 10،5) "الإرادة متَّحدة كليّاً مع إرادة الرَّبَ". إنّه استعداد كليّ لتنفيذ كلّ رغبات الرَّب. "عابدات للرَّبّ" (7 م 8،4).
- عمل الرّوح القدس وتفاعل النّفس يخلقان هدفاً واحداً، وهو تحقيق المشروع الخلاصي للرَّبّ من خلال الكنيسة. "إذا لازمت النَّفس صحبة الله طويلاً فطبيعي أن تقلّ من التفكير بذاتها، وأن يتّجه تفكيرها كلّه إلى طريقةٍ تزيد من إرضائها إيّاه فيما تظهر له حبّها. هذه هي غاية التأمّل وهذه فائدة القِران الرّوحي": أن يولّد دائمًا أعمالاً فأعمال" (7 م 6،4).

- يوحّد الرّوح القدس النّفس مع المسيح. لذلك وجب على النّفس سلوك الطريق التي اجتازها المسيح نفسه: التجسّد، الفداء، الكنيسة. كلّ ما تحصل عليه النفس هدفه تحقيق هذا الطّريق. الله يسكب حياةً لكي نتشبَّه بحياة ابنه. "الرَّبّ لا يستطيع أن يؤتينا منّةً أعظم من إعطائنا حياةً نخصِّصها للإقتداء بحياة ابنه الحبيب... لنستطيع الإقتداء به في احتمال الآلام الشّديدة (7 م 4،4).

فداء: مشاركة مع موت المسيح، تختبر النَّفس وتعيش آلام وعذابات الجحيم. إنّه التّطهير الكامل. هنا تساعد النفس الآخرين مساعدةً مباشرة، تقريباً دون معرفة ذلك ودون جهدٍ منها. (س 3،19). تصلب النّفس مع المسيح عن العالم (س 11،20)؛ (س 32، 1-3).

هناك في الجحيم ترى النّفس هلاك الكثير من الأنفس وما يمكنها أن تحققه من خلاصٍ لها... (س 6،32) "إنفطر قلبي من تلك الرّؤية شفقةً على النفوس العديدة الهالكة...وكسبت اندفاعاً شديداً لفائدة النّفوس، فأنا على يقينٍ في أنّني مستعدّةٌ، عن طيبة خاطر، لتكبّد ميتاتٍ عديدة لأنقذ نفساً واحدةً من تلك العذابات المريعة".

* يصل هذا العمل الرَّسولي إلى تتميم غايته في تحديد الموهبة أو الرّسالة الخاصّة بالرّسول: في المنازل السّادسة حيث تُكْشَف للنَّفس الأسرار الإلهيّة، يقي النَّفس ميزتها الخاصّة وغناها والمكان الذي أعدَّها إليه الرَّب يسوع. "الرّب يقوم بدعوةٍ مميّزة" (حسابات ضمير 3،5). هكذا تكتشف تريزا رسالتها لتكون مؤسَّسة في المنازل السّادسة.

* تفاعل النفس مع عمل الرّوح القدس يجعلها إن عملت تعمل من أجل ملكوت الله (حسابات ضمير 8،7). التأمّل والعمل ينصهران. مريم ومرتا تصبحان واحداً. (7 م 12،4)
- إذا كانت النّفس تريد أن تبقى متّحدةً بالله، عليها أن تعمل بما أوكلها به الرّوح القدس، الذي بدوره يحملها على تحقيق هذا العمل. وهي بطاعتها للرّوح القدس تجد نفسها دائماً بالله الذي يحملها بذاته.
- بوحدة التأمّل تشعر النّفس بإندفاع للعمل على تحقيق مشيئة الله بفضل الرّغبات التي يصنعها فيها الرّوح القدس، فتختبر النفس أقصى حالة إتحادٍ بالله. (ت 15،5)
ليست النفس من تعيش بعد، بل الرَّبّ يحيا فيها.
"ما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيّ" (غلا 2: 20)
والرَّبّ يستخدمها لكي يظهر فيها عمله. أريد القول أن خدمة الرَّبّ تكمُن في تركه يخدم ذاته من خلالنا. لذلك نحن مدعوُّون لأن نسلّم ذاتنا للرَّبّ لكي يعمل ويظهر من خلال حياتنا. ولكي يستفيد الآخرون من العمل التحوُّلي الذي قام به الرَّبّ فينا.

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids