Page d'accueil Nos saints
Sainte Elisabeth de la Trinité
Sainte Thérèse-Bénédicte de la Croix

"هذا الحب الشديد..."، القدِّيسَة إليزابيت للثالوث الكرمليَّة
كتابة الأخت نور يمِّين الكرمليَّة


إن جوهر الخبرة الروحية للقديسة إليزابيت للثالوث هو الإيمان بالإله الثالوث الساكن في قلب الإنسان. وقد تلقّته في قلبها من طفولتها. وهي تعيش فعليًا قول الرب يسوع لتلاميذه: "من أحبني حفظ كلامي، وأحبه أبي، فنأتي إليه ونجعل لنا عنده مقامًا" (يو 14: 23).

فماذا يعني لها الإيمان بسرّ الثالوث؟ إنه يعني، وقبل أيِّ شيء، الإيمان بإلهٍ شخصي، هو في جوهره علاقة حب. لذا فهي غالبًا ما تستشهد بعبارة الرسالة الأولى ليوحنا: "لقد عرفنا وآمنا بحب الله لنا. الله محبة، ومن أقام في المحبة أقام في الله". (1 يو 4: 16). لذا سيصبح برنامج حياتها هو الرغبة بأن تحيا "باستمرار، عبر كل الأشياء، مع الذي يقيم فينا والذي هو محبة" (رسالة 179). "كوني فردوسَه – تكتب لأختها غيت – افتحي قلبكِ على سعته لتستضيفيه؛ ثم هناك، في صومعتك الصغيرة، أحبّي، يا غيتي! ... إنه عطشٌ إلى الحبّ..." (رسالة 210 ). نعم، إنه عطشٌ إلى الحب، وهذا العطش الكبير دفعه " ليخلي ذاته، متّخذاً صورة عبد"، صائراً طفلاً، مقدّماً ذاته للآب وللإنسان، حتى الموت على الصليب. فلا يمكن لإليزابيت، بعد الآن، إلا أن تحيا لتبادله هذا الحب الشديد، "نعم، إنه لصادقٌ ما يقوله القديس بولس، "لقد أحب حباً شديداً (أفسس 2: 4)، وأحب صغيرته إليزابيت بشدة. لكن الحب يستدعي الحب ولا أطلب شيئاً آخر من الله غير أن أفهم علمَ المحبة هذا، العلمَ الذي يتكلم عليه القديس بولس (أفسس 3: 18 – 19) والذي يريد قلبي أن يسبرَ كلَّ عمقه. سيكون السماءَ، أليس كذلك؟ لكن يبدو لي أنّ بالإمكان البدء بها على الأرض، منذ الآن، لأننا نملكه هو، وأننا نستطيع عبر جميع الأشياء أن نثبت في حبه (يو 15: 9)." (رسالة 219).

"أيها الكلمة السرمدي ..."،
هكذا تناجي إليزابيت المسيح في "الصلاة الى الثالوث الأقدس" فتقول: "أيها الكلمة السرمدي، يا كلمة إلهي! أريد أن أصرف عمري مصغيةً إليك؛ أريد أن أكون قابلة للتعلّم، لأتعلّم كل شئٍ منك. ... أريد أن أشخصَ إليك بلا انقطاع...". كلها تعابير تعكس خصوصية وفرادة روحانية إليزابيت في النظر إلى المسيح، حيث تنجذب بالأكثر إلى التعابير اليوحنَّاوية فتتأمل الإبن الإلهي "الكلمة"، دون أن تنسى النظر إلى ناسوت وألوهية يسوع، الواضحة في الأناجيل الإزائية. فيأتي تأملها بطفولة الإبن المتجسد دافعًا للعيش امتدادًا لتجسده فتطلبها نعمة خاصة من الروح القدس: "أيتها النار الملتهمة، يا روح الحب، هلمّ إلي بغتةً، ليحدث في نفسي ما يشبه تجسّد الكلمة: فلأكن له بشرية مزادة يجدّد فيها سره كله". إن إليزابيث، وبجرأة، تطلب النعمة التي حصلت عليها مريم العذراء حين وعدها الملاك "الروح القدس يظللك"، وهي على مثال مريم ترغب بأن "تحفظ الكلمة في قلبها و تتأمل بها" (لوقا 2).

ومنذ صباها،نجدها تصف هذا الحوار "قلبٌ لقلب"، الذي فيه يتحدّث يسوع، خلال السجود للقربان المقدس، إلى قلب الكرملية المغرمة: "كنت أقضي في المساء، أكثر من نصف ساعة كاملة في السجود للقربان المقدس قبل فرض الساعة الثامنة؛ فمن يمكنه الإفصاح عن عذوبة هذه المناجيات قلبًا لقلب، والتي نظن فيها أننا لسنا بعدُ على الأرض وأننا لسنا نرى ونسمع بعدُ، غير الله!. الله الذي يكلّم النفس والله الذي يقول لها أشياء في غاية العذوبة، والله الذي يطلب إليها أن تتألّم! وأخيراً يسوع، الذي يطلب بعض الحب لنعزّيه! ... هو من تكرّم وحفظ لي نصيبًا جميلاً، واختارني نجيّةً له ومعزّيةً لقلبه!" (يوميات 8).

إنها ترى في كل مكان وفي كل شيء، هذا الكلمة الإلهي، متجسدًا في الصمت والعمل، في الوحدة وفي الجماعة؛ مما يجعل مسيرتها الروحية، والنفسية، والجسدية، مسيرة واحدة موحَّدة نحو من "يحبه قلبها" و "الساكن فيها"، لا اجتزاء فيها ولا فرق في أن تكون بأوقات الصلاة أو بأوقات العمل، أن تكون بصحة جيدة أو أن تكون مريضة. فقد أصبح تأملها في كلمة الله عيشًا يوميًا للقراءة الربانية lectio divina الحيَّة للكلمة الإلهي الذي يحيا إلى الأبد.

"أريد ... أريد ...أريد ..."
"يا كوكبي الحبيب! أبهرني كيما لا يعود بوسعي أن أخرج عن إشعاعك" (صلاة للثالوث الأقدس). كل هذا النور يشكّل عنصرًا هامًا من روحانية إليزابيت وتعابيرها، وتأتي هذه الصلاة–الطلب "أبهرني" لتخفّف من قوة التعبير الإرادي في ثلاثية "أريد"، كمن يتراجع عن المبالغة في التعبير عن حبه، ليسكن بهدوء وبتواضعٍ متلهّف، منتظراً جواب الحبيب وإرادته ليعمل بها. فليس بفعل الإرادة نتّحد بالرب بل بالإصغاء إليه و بالإستسلام لعمل نعمته.

إن صورة الكلمة كـــــــ"كوكب" تبعث الحياة والنور، لكن توحي أيضًا بالمسافات والليل. إنما ليس للهروب من ليل ألمها المظلم، بل لتعبّر عن الرغبة والثقة باتحادها بهذا الكوكب البهيّ الذي اختبأ في بشريتنا بالتجسد ليرفعنا إلى الآب بالقداسة، فقد اكتشفت فيه الكنز الخفي ومن أجله تبيع كل ما تملك لتقتنيه، بل لتصبح هي مُلكًا له: "فادفن ذاتكَ فيّ لأدفن ذاتي فيك، بانتظار أن أذهبَ وأتأمَّلَ في نوركَ، غورَ أعماقِ عظائِمك".

وبقرب رحيلها لملاقاة الحبيب وقبل أن "تطير الى السماء"، ترسم صورة واضحة عما ستكونه حياتها الأبدية: امتدادًا لهذا الحب الذي بدأ على الأرض لحبيبها "الكلمة" "المعلّم" و"الكوكب البهي"، والذي به تُشعل أتون الحب الثالوثي الذي يصهر النفوس ويحوّلها إليه: "يبدو لي أن مهمتي في السماء هي أن أجذب النفوس بمساعدتها على الخروج من ذواتها حتى تلتصق بالله بحركةٍ بسيطة وشغوفة، وأن أحفظها في هذا الصمت الداخلي العظيم الذي يسمح لله بأن ينطبع فيها، وبأن يحوّلها إليه بالذات." (رسالة 335) .

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids