Page d'accueil Nos saints
Bienheureuse Elisabeth de la Trinité
Sainte Thérèse-Bénédicte de la Croix

إليزابيت للثالوث والقديس بولس
كتابة الأب فاليري البيطار الكرملي

بين القديس بولس والقدِّيسَة إليزابيت للثالوث تناغم عميق ناتج عن شغف مشترك بالمسيح القائم من الموت. إنّ إليزابيت، كالقديس بولس، لم تعرف إلاّ المسيح القائم من الموت. نستطيع القول بأن رسالة إليزابيت ترتدي لغة بولسية، وهذا الأمر ناتج عن الغنى الكريستولوجي للخبرة والرسالة البولسيتين. بولس، بحسب إليزابيت : " توغّل بعيدًا في السر المكتوم طوال الدهور في الله" (الرياضة الأخيرة، 6). لم تهتم إليزابيت ببولس المنظِّم للجماعات المسيحية الأولى، أو الكاتب الأخلاقيّ، إنما ركَّزت اهتمامها على بولس المتصوّف المشغوف بالمسيح. فاستقت من كتاباته ما يعبّر عن حدسِها الروحي العميق، وعن قناعاتها، وعن روحانيتها، دون أن تدَّعي تفسيرًا منهجيًا لكتاباته.

تسبحة مجد: إن اكتشاف إليزابيت الكبير، الناتج عن تأمّلها في كتابات بولس الرسول، يكمن في دعوتها إلى أن تكون تسبحة مجد للثالوث الأقدس. إننا نادرًا ما نجد في تاريخ الروحانية المسيحية من يعرّف عن دعوته، بهذه الثقة وهذه الحماسة، بأن يكون تسبحة مجد. كتبت إليزابيت للأب شفينيار Chevignard، تقول : " هل تتفضَّل ] ... [ أن تكرّسني لقوة محبته لكي أكون حقيقةً "المُسَبِّحة بمجده"؛ قرأت ذلك عند القديس بولس وفهمت أنها كانت دعوتي منذ المنفى في انتظار الفردوس الأبدي" (الرسالة 250). وتستعيد إليزابيت هنا ما كتبه القديس بولس إلى أهل أفسس ( 1/11-12 ) : "وفيه أيضًا جُعلنا ورثة وقد كُتِبَ لنا بتدبيرِ ذاكَ الذي يَفعلُ كلَّ شيءٍ كما تريدُه مشيئته أن نكونَ، من سبقَ أن جعلوا رجاءهم في المسيح للتسبيح بمجده". هذا التعبير هو بمثابة القاسم المشترك لكل جوانب روحانيتها، وقد عبَّرت عنه بطريقة جلية في "رياضتها الأخيرة". تجد إليزابيت نفسها معنيّة شخصيًا بهذا التدبير الإلهي العظيم، كما ترى في مبادرة الله نداءً شخصيًا لها، وهي تشعر بنفسها مدفوعةً إلى أن تجاوب على هذا النداء بطريقة واعية وشاملة.

إن تسبحة المجد هي شخص دخلَ منذ الآن في "سماء المجد"، وهو يحقق مشروع الله الفاعل في العالم. فتُرينا إليزابيت التكامل بين البُعد الأرضي والبُعد السماوي، بين نداء الله وجواب الإنسان : " في سماء المجد، لا تهدأ النفوس القدِّيسَة، فهي تقول نهارًا وليلاً: قدوس، قدوس، قدوس، الربّ القدير… وتسبحةُ المجد تبدأ منذ الآن، في سماء نفسها، فرضَها الأبدي." (السماء في الإيمان، 44). إن إليزابيت تعي جيدًا أنها تحمل السماء في داخلها لأنها هناك تستطيع أن تلتقي الله الذي يحيا ويُحبّ فيها، وهذا ما تسمّيه " سماء النفس" : " السماوات تنطق بمجد الله (مز 18/2). فما تنطق به السماوات هو مجد الله. وبما أن نفسي سماء أعيش فيها بانتظار أورشليم العليا، فيجب على هذه السماء أن تنطق هي أيضًا بمجد الله السرمدي وحده" (الرياضة الأخيرة، 17). وتستعيد إليزابيت بِلُغتها الخاصة موضوعًا أساسيًا عند القديس بولس : فمن جهة، الميراث والمجد السماويّان لن يكونا واقعًا جديدًا كليّا بل هما اكتمال للغنى الإلهي الفاعل في المعمَّدين؛ ومن جهة أخرى، إن نعمة المسيح المُعطاة منذ الآن هي بمثابة وعد ثابت وحيوي بالمجد الآتي. تُجاوب إليزابيت على توجيه القديس بولس بأن : " تسيروا سيرةً جديرةً بالله الذي يدعوكم إلى ملكوته ومجده" ( ا تس 2/12).

مرآة تعكس الله: نجد هذه الحقيقة الروحية لدى إليزابيت في رياضتها التي تحمل عنوان السماء في الإيمان: " كل نفس في السماء هي تسبحةُ مجدٍ للآب والابن والروح القدس، لأن كل نفسٍ ثابتة في الحبّ الخالص لا تحيا بحياتها الذاتية على الإطلاق، بل تحيا بحياة الله" (السماء في الإيمان، 42).

تسعى إليزابيت من خلال مشروعها الكبير في لأن تكون تسبحة مجدٍ لله، وأن تحيا من حياة الله ذاتها. إن في هذا تلميحًا واضحًا إلى 1كور 13 حيث يصف الرسول بولس الكمال في المحبة التي هي اشتراك حيوي في محبة الله. في المحبّة تستطيع تسبحة المجد أن تقوم بخدمتها، وهكذا، تسعى إليزابيت منذ حياتها على الأرض أن تكون جميلة بجمال الله، مُشعّة بنور الله.

وإليزابيت تريد أن تفسّر كلمات بولس في أف 1/11-12 و 2كور 3/18، حيث يتكلم الرسول عن الصورة الإلهية التي تنطبع في المعمَّدين وتحوِّلهم من مجدٍ إلى مجد، فتكتب: " تسبحة المجد هي نفسٌ تشخص إلى الله في الإيمان والبساطة؛ إنها مرآةٌ تعكس كل ما هو عليه؛ إنها شبهُ لُجَّةٍ بدون قعر، يمكنه أن ينسكب فيها ويتدفَّق؛ وإنها، كذلك، مثلُ بلّورةٍ يمكنه أن يشعَّ من خلاله وأن يتأمل كمالاته الخاصة وبهاءه الخاص. وهي نفسٌ تتيح، هكذا، للكائن الإلهي أن يُشبع فيها حاجته إلى إيصال كل ما هو وكلّ ما لديه " ( السماء في الإيمان، 43).

وفهمت إليزابيت في مدرسة بولس أن الآب الذي يريدها في حضرته تسبحة مجدٍ، يريد أن يُكمِل فيها صورة ابنه. وفهمت أيضًا أن مهمتها تكمن في أن تترك المسيح يكبر في داخلها وفي شخصها كي تستطيع أن تُردّد كلمات بولس في غلا 2/20: "فما أنا أحيا بعد ذلك، بل المسيح يحيا فيَّ ".

المحبة الإلهية: بُهرت إليزابيت بسر المحبة الإلهية، الذي اكتشفته في كلمة الله، وهي ترى في بولس الرسول الذي " لا يعظ في رسائله الرائعة شيئًا آخر غير سر محبة المسيح هذا " (الرسالة 191). وتضيف : " أنا الآن أمام السر الخفي عن الدهور والأجيال، سر المسيح الذي صار لنا "رجاء المجد" (قول 1/27)، كما يقول القديس بولس؛ ويضيف هذا الرسول أنه أوتي معرفة هذا السر (أف 3 /4). فعليّ أن اتخذه لي رائدا يقودني إلى معرفة محبة المسيح يسوع التي تفوق كل معرفة (أف 3/19) " (الرياضة الأخيرة، 29). إنّ هذه الكلمات من مار بولس تختصر كل حياتها. كتبت إلى أمها، تقول : " آه، كما ترين هناك كلمة للقديس بولس كأنها خلاصة لحياتي، وأنه يمكننا كتابتها في كل لحظةٍ من لحظاتها: " لحبه الشديد لنا". نعم، كل فيض النِعَم هذه، فلأنه " أحبني حبًا شديدًا " (أف 2/4) " ( الرسالة 280).

إنّ هذا الحب الكبير الذي تتحدث عنه الرسالة إلى أهل أفسس دعمَ إليزابيت في لحظات الألم الرهيبة حيث كان كل وجودها متمحور حول الألم والمرض. فكتبت إلى والدتها، تقول : " حين تعرُض لنا آلام عظيمة جدًا أو تضحية ضئيلة جدًا، آه، لنفكّر فورًا في أن هذه الساعة " هي ساعتنا "، الساعة التي سنبرهن فيه عن محبتنا للذي " أحبنا حبًا شديدًا " (أف 2/4) (الرسالة 308). لقد بقيت إليزابيت متعلّقة بكلمة الله وخصوصًا برسائل مار بولس حيث تعلّمت أن تقيس الألم بمقياس المحبة. واجهت الألم بالثقة، والخوف بالحب. حملها إيمانها المُطلق بالحب الإلهي على أن تغوص عميقًا في حب الثالوث. واستطاعت في مرضها وآلامها أن تتلمَّس هذا "النور الباهر". كتبت إلى مارت ويشارد، تقول : " في ليل الإيمان، كان الاتحاد أكثر عمقًا، وكان العناق إلهيًا جدًا! فماذا سيكون الأمر في هذه الرؤيا وجهًا لوجه في نور الله العظيم، في هذا اللقاء الأول مع الجمال الإلهي : هكذا سأذهب لأغوص في هذا السر اللامتناهي وأتأمل روائع "الكائن" الإلهي " (الرسالة 332)، وتضيف : " كي يكون الحب حقيقيًا، يجب أن يكون مبذولاً" (الرسالة 278).

توضح إليزابيت، على ضوء هذه الكلمات، خيارها الأساسي؛ خيار الصليب، التضحية والعطاء. هكذا تتأمل إليزابيت على طريقتها سر الألم انطلاقًا من الكتاب المقدس، وترى الألم انطلاقا من الحبّ والتشبّه بالسيد. فبحثت إليزابيت، على ضوء الإيمان، عن معنى لآلامها في الأشهر الأخيرة من حياتها، فهداها القديس بولس في هذه الطريق. فهي مثله " تموت كل يوم" تاركةً المكان للمعلم (السماء في الإيمان، 12). وردّدت كلمات مار بولس في 1كور 15/31 : " أواجه الموت كل يوم". هكذا رأت إليزابيت في مرضها عمل " تدمير"، وتبادلاً عجيبًا بين حياة الله وحياة الإنسان لأنه " عندما ننظر إلى خاتمة هذا الموت الذي هو حياة الله الموضوعة مكان حياتنا، حياة الخطيئة والشقاء" (عظمة دعوتنا، 3).

هكذا وجدت إليزابيت في خبرة بولس وفي كتاباته أساسًا صلبًا لمغامرتها الروحية الخاصة. وقبولها بـ "جهالة الصليب" كان الباب الذي منه أطلّت على مشروع الآب الخلاصي الذي دعانا منذ الأزل بيسوع المسيح. فأرادت إليزابيت أن تجاوب بكل حياتها على هذا المشروع، فاختارت على ضوء كلمات بولس دعوتها، وأحبّت أن تكون تسبحة مجد دائمة للثالوث الساكن في داخلها، في سماء نفسها.

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids