Page d'accueil Nos saints
Sainte Marie de Jésus Crucifié
Vocation

مِن أوجُه الشَّبه بين ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب
كتابة الأب نوهرا صفير الكرملي

مقدِّمة
يوم السبت 14 شباط 2015، وخلال اجتماع الكرادلة مع قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس في روما، تمَّ الكشف رسمياً عن تاريخ إعلان قداسة الراهبتين الفلسطينيَّتين، الأم ماري ألفونسين دانيال غطاس، مؤسسة راهبات الوردية المقدسة، والأخت مريم ليسوع المصلوب (مريم بواردي)، مؤسسة دير الكرمَل للمتوحِّدات التابع لرهبانيَّة الكرمَل الحُفاة في بيت لحم. وخلال القداس الإلهي الذي ترأسه قداسة البابا فرنسيس في حاضرة الفاتيكان، يوم 17 أيار 2015. رُفِعَت ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب، قدِّيستان على مذابح الكنيسَة الجامعة المقدَّسَة.

عبر هذا العمل سنلقي الضوء على أوجُه الشبه بين قدِّيستين، هما من أرض يسوع ومريم ويوسف، وكأنَّهما قوسَا الغمام، أي علامة المصالحة والسلام بين الكنائس والشعوب في تلك المنطقة، وجسرٌ للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب.

بين ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب
ماري ألفونسين ومريم ليسوع المصلوب، ابتدأتا الحياة الرهبانيَّة تحت كنف رهبانيَّة مار يوسف للظهور. وهنا سوف نبدأ الكلام عن كلّ واحدة منهما:

القدِّيسة ماري ألفونسين:
إتَّشَحَت القدِّيسَة ماري ألفونسين بالثوب الرّهباني في رهبانيَّة مار يوسف للظهور في القدس عام ١٨٦٠، وعاشت فيها حياةً ملؤها الرّاحة، إلاَّ أنَّ مخطَّط الله لها كان أعظم وأكبر من ذلك، حتى دخل حياتها بواسطة القدِّيسَة مريم العذراء والدة الإله، طالبًا منها تأسيس حياة رهبانيَّة جديدة، فيها تكرِّمُ الراهبات العذراء القدِّيسَة عبر تلاوة الورديَّة المقدَّسَة والتأمُّل في حياة مريم وحياة يسوع وسرِّهِ الفصحيّ المقدَّس. أمَّا القدِّيس يوسف، فكان لهُ دورٌ مهمّ في رسالة ألفونسين وحياتها الجديدة، إذ تراءى لها قائلًا: "من رهبنتي أُريدُ أن تخرج رهبانيَّة الورديَّة". وهكذا كان، فقد تركت الأمّ ماري ألفونسين رهبانيَّة مار يوسف للظهور، وبدأت بمشروع تأسيس حياة رهبانيَّة جديدة عُرفَت باسم "رهبانيَّة الورديَّة الأورشليميَّة المقدَّسَة"، واتَّشحت القدِّيسة بلبس ثوب الرهبانيَّة الجديدة ليلة عيد سيِّدة الورديَّة المقدَّسة في 6 تشرين الأوَّل عام 1883، على يد غبطة السيَّد بسكوال أبوديا، وثبَّتَ غبطة البطريرك لدوفيكوس بِيَافي القانون في عام 1897. ومن بعدها توالت التأسيسات لمرسلات الورديَّة في الأرض المقدَّسة والشرق، تشهد عبر رسالتهنَّ في قلب الكنيسَة ما كانت قد عاشتهُ الأمّ المؤسِّسة، وهو أن يكونوا: "ودَعَاء على الأرض وقدِّيسَات في السماء، وأمَّهات لأناس كثيرين".

القدِّيسَة مريم ليسوع المصلوب:
دخلت القدِّيسَة مريم ليسوع المصلوب رهبانيَّة مار يوسف للظهور في مدينة مرسيليا – فرنسا عام ١٨٦٥، قُبِلت في الابتداء، وكانت سعادتها كبيرةً لأنّها استطاعت أن تعطي ذاتها للرَّبّ. بدأت تظهر عليها أنواع عدَّة من النِّعَم الفائقة للطبيعة، والانخطافات والرؤى. إلاَّ أنَّ هذه الأمور بلبَلت بعض الراهبات، وفي نهاية سنتَي الابتداء، لم تُقبل لإبراز النذور في الجمعيّة. حينئذٍ، تضافرت ظروفٌ متعدِّدة، وقادتها المعونة الإلهيَّة إلى دير الكرمَل للراهبات الكرمليَّات الحافيات في مدينة "بو" Pau الفرنسيَّة، عام 1867.

هذا كلّه، لتتِمَّ نبوءَة السيِّدة العذراء مريم، لهَا، يوم شَفَتهَا وأعادت إليها عُنُقَها، واعتنائها بها في مغارة الإسكندريَّة بعد استشهادها، وكانت مريم بواردي بَعْدُ طفلة، أي لا يتجاوز عمرها الثالثة عشر، إذ قالت لها العذراء مريم حينها: "لن تشاهدي، بعد، عائلتكِ أبدًا، بل ستذهبين إلى فرنسا، حيث ستُصبحين هناك راهبة، ستكونين ابنةً للقدِّيس يوسف، قبل أن تُصبحي فيما بعد ابنةً للقدِّيسة تريزا ليسوع. سترتدين ثوب التكرُّس الرّهباني في دير، وستعودين لترتدي ثوبي، ثوبَ الكرمَل المقدَّس وتنذرين في ديرٍ آخر، وستموتين في ديرٍ ثالث، في بيت لحم".

قالت القدِّيسة مريم ليسوع المصلوب وهي في انخطاف، إذ بها ترى نفسها في السماء، في حضرة ربِّنا وإلهنا يسوع المسيح وأمِّهِ العذراء القدِّيسَة، وعند أقدامهمَا القدِّيس يوسف المجيد وإمرأة أخرى لم تكُن تعرفها، ولم تشاهدها من قبل. وإذا بالمرأة المجهولة تتقدَّم من القدِّيس يوسف المجيد قائلةَ لهُ: "أيُّها القدِّيس الكبير، إنَّك لم ترفض لي، وأنا على الأرض، أمرًا، فهل سترفُض لي في السَّماء طلبًا؟ أعطِني هذه الفتاة". فمَا كان من القدِّيس يوسف، إلاَّ أن رفعَ عينيهِ نحو يسوع ومريم، ومِن ثمَّ أمسَكَ بيد القدِّيسة مريم ليسوع المصلوب وقادها إلى المرأة المجهولة، التي أدركت فيما بعد أنَّها القدِّيسة الكبيرة الأمّ تريزا ليسوع الأفيليَّة، فأحبَّتها حبَّها لأمِّها العذراء مريم، وبقِيَ حضور ملفانة الكنيسَة حاضراً في جميع مراحل حياة الأخت بواردي، حتى في انخطافاتها. كان لهذا الحضور أثرهُ الخاص، في حوار وأسئلة عن الحياة الرَّهبانيَّة وما تتضمَّنهُ: كالصلاة – التأمّل – العمل اليومي – الحياة الجماعيَّة الديريَّة – العناية بالمرضى – والثوب الرّهباني، إلخ... وهنا أترك بين يديكم سؤالاً من مجموعة أسئلة كانت الراهبات تطلبنَ من الأخت مريم ليسوع المصلوب أن تطرحُهُ على الأمّ المُصلحة وهي في انخطاف يوم 30 تشرين الثاني عام 1874:

مريم ليسوع المصلوب، هي ابنة الكنيسَة المقدَّسَة وابنة الطاعة على مثال أمّها المصلحَة الكبيرة القدِّيسة تريزا. حقاً إنَّها شركة القدِّيسين والأسرة التي تضمّ تحت جناحيها سكَّان الأرض ومواطني السماء.

خاتمة
يبقى لنا أن ننظر دائمًا إلى ما حملتهُ لشرقنا، وأرضنا، وتراثنا، ولغتنا، وتقاليدنا، وطقوسِنا، سيرة هاتين الشخصيتين المشرقيَّتين، ففي أوجُه التشابه بين مريم ليسوع المصلوب وماري ألفونسين، دليلٌ حاسم، على جمال الحياة في الله، ومع الله، وتذكيرٌ لنا أنَّ أرض الشرق، هي أرض يسوع ومريم ويوسف، والقدِّيسين، وقد أدَّت سيرة حياتهم ودعوتهم، وتأسيساتهم، إلى إعطائنا رسالةً تحملُ في طيَّاتها الأساليب التعبيريَّة والتصويريَّة القريبة جدًّا من لغة الأنبياء وتعليم الرسُل، فكانت لنا أقوالهم وكتاباتهم مطبوعة بلغة المزامير التسبيحيَّة والإنجيل المقدَّس.

مع القدِّيستين مريم ليسوع المصلوب وماري ألفونسين نقول: أنَّهُ مهما اشتدَّت عواصف الاضطهاد على المسيحيِّين في العالم، وخصوصًا في الشرق، ستبقى أنوار وأصوات الرّسل والشهداء القدِّيسين والأنبياء، تسطعُ في كل زمانٍ ومكانٍ، لتُسمِعَ للعالم أجمَع نبضَة القداسَة المسيحيَّة التي لا تزال تُنْبِئُ بخفقان الروح، وصوت المحبَّة، ورسَالة الرَّجاءْ، وشهادة الإيمان بربِّنا وإلهنا ومخلِّصنا يسوع المسيح الحيّ والقائم من بين الأموات، لهُ المجد.

أيتها القدِّيسة مريم ليسوع المصلوب الكرمليَّة – صلِّي لأجلنا
أيتها القدِّيسة ماري ألفونسين – صلِّي لأجلنا


المراجع:

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids