Page d'accueil Nos saints
يَسوع القربَان وتريزا مَاريَّا للصليب الكرمَليَّة
Sainte Thérèse-Bénédicte de la Croix

الأب نوهرا صفير الكَرملي

إنَّ المَعرفة الحقيقيَّة لله تبلغُ أقصى ذروتهَا في التضحِيَة مِن أجل الآخرين، لأنَّ الله الكلّي القدرَة والعَظمَة جَوهرُهُ محبَّة وعَطاء، والمَحَبَّة تتجَلَّى في أن يَبذُلَ الإنسَانُ نفسَهُ في سَبيلِ أحِبَّائِهِ.

إنَّ الكلام عن يَسوع في سرِّ القربَان الأقدس، لا يمكن أن ينتهي طالما أنَّ هنالك حياة على الأرض، لأنه غنيّ بغنى الحيَاة، يلازمُها في كل تحرُّكاتها موجِّهاً إيَّاها صوب كمَالها الذي هو في الله الحيّ. فعلى كلّ مسيحيّ أن يكون واعياً في حياته الكنسية، لكي يكتشف تدريجياً وباستمرار مقدار غنى محبَّة الله لهُ. هكذا تريزا ماريَّا للصليب اكتشفت هذا الغِنى الحقيقيّ عبرَ حَيَاتِهَا الرّهبَانيَّة في الكَرمَل فصَارَت بدورهَا مسيحاً آخر. حَمَلت في عمق أعمَاقِهَا كلَّ العَقبَات التي كانت تواجِهُ الكنيسَة دون أن ننسَى مجتمَعَهَا وقدَّمتهَا ليَسوعّ الإفخارستيّ.

إنَّ حبَّ يَسوع في سِرِّ الإفخارستيَّا كان الرَّفيق الدائِم طيلة حَيَاة طوباويتنا الكَرمَليَّة تريزا ماريَّا للصليب منذ طفولتِهَا وخاصَّة بعدَ احتِفالِهَا بالمناوَلة الأولى التي كانت أوَّل لِقاء حَميم مَعَ يَسوعِهَا الإفخارستيّ. إعتادَت منذ صغرهَا المشارَكة في الرِّتب الليتورجيَّة التي كانت الكنيسَة تحتفِلُ بهَا كلّ عام، كعيد الجَسَد والسجُود للإفخارستيَّا. هذِهِ المشارَكَة كانَ لهَا تأثير وواقِع كبير على حَيَاة تريزا التي ترجَمَت رَغبَتهَا بأن تتَّحِد بيَسوع في سِرّ القربَان.

في حَيَاتِهَا الكَرمَليَّة كانت الإفخارستيَّا دائِماً في طليعَة بَرنامَجهَا اليَومي مِنَ الخَميس الأوَّل في الشَّهر، إلى كلّ يَوم خميس، حتَّى أسَّسَت السّجود الدائِم للقربَان الأقدَس، حيثُ قرَّرت في مَا بَعد أن تكون كنيسَة الجَسَد هي المَكان المخصَّص لِهَذا الغرَض منذ سَنة 1920 وهذا السجود مَازالَ قائِماً حتَّى يَومِنا هذا.

كلُّ حَيَاتِهَا كانت نشيداً وتعظيماً أمَامَ يَسوع القربَان، هذا الإكرام الكبير هو تِلكَ العِبَادَة للحضور الكَامِل في سِرّ الإفخارستيَّا. هذا الحضور جسَّدتهُ في عيشِهَا اليَومي كتقدِمَة متجدِّدة مستذكِرةً إحسَانات الرَّبّ ورَحمتَهُ فأصبَحَت حَياتها تقدِمَة لهُ وللنفوس الموكلة إلى عنايَتِهَا أمَامَ يَسوع القربَان

كانت تختلي أمَامَ القربَان في كنيسَة دير "جَسَد الرَّبّ" لِتقضِيَ الكثيرَ مِنَ الوقتِ مَعَهُ حَامِلة ذاتهَا والنفوس التي مِن حَولِهَا، كتبَت ذاتَ مرَّة تقول: "إنَّ الله يُحِبُّ النفوس التي تحِبُّ القريب أكثر من مَحَبَّتِهَا لِذاتِهَا، وطموحي هو هذا أن أصنعَ نفوساً للمَسيح".

يَبقى لنا أن نتعلَّم مِن أختِنا الكَرمَليَّة كيفَ تكونُ صَلاتنا وتأمُّلاتنا نابعَة مِن علاقتِنا وحبِّنا لله تعَالى وهنا أستشهد مِن كتابَات أمِّنا القدِّيسَة تريزا ليَسوع الأفيليَّة: "التأمّل هو علاقة صداقة نجريهِ غالباً مَع مَن نعرف أنَّهُ يُحبُّنا". هذا الذي عَاشَتهُ واختبَرَتهُ تريزا الأفيليَّة وهذا الإختِبَار نجدُهُ أيضاً في حَيَاة تريزا مَاريَّا للصليب التي كانت كلّ صلاتهَا وتأمّلاتهَا ذات طابع إفخارستي.

هذِهِ النِعَم والبَرَكات التي مَنحَهَا إيَّاهَا الله بقيَت تردِّدُهَا وتعترفُ بهَا أنَّهَا مِنهُ وإليهِ وهو سيُسَاعِدُهَا لتكونَ في خِدمَة كلّ فقير، مُهَان، مُحتاج ويَتيم.

هذِهِ النِعَم والخَيرات تجسَّدَت في الأديَار والصَّوامِع الكَرمَليَّة التي أسَّسَتهَا تريزا مَاريَّا للصليب حَامِلة أسمى مَعَاني الرِّسَالة المَسيحيَّة التي تصبّ على دور التربية والتعليم المَسيحي...إلخ. تعيش فيهَا الرَّاهِبَات روحَ الفقر الإنجيليّ، والإتِّكال الكلّي على عِنايَة الله تعَالى، والتجرُّد مِن كلّ مَا يُسَمَّى المُلكِيَّة.

إنَّ الله يُحبّ الجَميع ويَصِل إلى الجَميع وهذِهِ المَحبَّة أفيضت في قلب راهِبَتِنا الكَرمَليَّة فحَمَلت الكَرمَل إلى خارج الحِصِن لِتُظهرَ جَمَالَ الكَرمَل إلى كلّ نفسٍ متعطِّشة لكي تتلاقى مَعَ يَسوعِهَا الإفخارستي لِتبَادِلهُ حبَّهَا وتعبِّر عن مدى شُكرهَا الكبير لهُ.

قالَ السَّعيد الذكر البَابَا يوحنَّا بولس الثاني في رسَالة وجَّهَهَا إلى الكَرمَليِّين والكَرمَليَّات: "في صَمتِ الكَرمَل المنتشِر في العَالم أجمَع، يَستمِرُّ تفتُّحُ أزهَار تعطِّرُهَا القداسَة نفوسٌ مغرَمَة في السَّمَاءْ، عَضَدَتْ وتعضُدْ ببطولتِهَا الإنجيليَّة رسَالة الكنيسَة بأجمَعِهَا".

هَكذا تريزا مَاريَّا للصليب في عمقِ صَمتِهَا الكَرمَلي حَمَلت هذِهِ الرِّسَالة بكلِّ أمَانة وكانت الأمّ، والمُرشِدَة، والمربِّيَة. فمَلأت الأرضَ كَرمَلاً حَامِلة يَسوع القربَان إلى أقطار العَالم الخَمسَة مِن خلال تواجُد الرَّاهِبَات الكَرمَليَّات في كلّ بُقعَةٍ مِنَ الأرض اللواتي مِن خِلال حَيَاتهنَّ التريزيَّة يَشهَدنَ بأنَّ هذهِ الأرض الكَرمَليَّة مازالت وسَتبقى أرض القداسَة، والبطولة الإنجيليَّة.


Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids