Page d'accueil Nos saints
الرِّسَالة في حَيَاة تريزا مَاريَّا للصليب الكَرمَليَّة
  • Bienheureuse Thérèse Marie de la Croix

كتابة: الأب نوهرا صفير الكَرمَلي

"سنذهَب إلى الكَرمِل..."

هذا مَا ردَّدتهُ وهذا مَا تحقَّقّ، إنَّهَا الرَّاهِبَة الكَرمَليَّة تريزا مَاريَّا للصليب التي تمكَّنت عبرَ حَيَاتِهَا الكَرمَليَّة مِن البلوغ إلى القداسَة لأنَّهَا اتكلت في ذلِكَ على قوَّة الله التي استقتهَا مِن عمق إيمَانِهَا الكبير والثِقة المطلقة بالمحبَّة الأبويَّة اللامتناهيَة.

سَارت طيلة حَيَاتِهَا في طريق القداسَة مقتفيَة خطواتِ أمِّهَا الكبيرة القدِّيسَة تريزا ليَسوع الأفيليَّة ومستلهمَةً في كلِّ عَمَلِهَا الرَّسوليّ وحَيَاتِهَا الكَرمَليَّة تعَاليم أبيهَا الرّوحيّ القدِّيس يوحنَّا للصليب. حتى صارَت شبيهَة بمَن اتخذتهُم مثالاً أعلى لحَيَاتِهَا ودعوتِهَا في قلب الكنيسَة. هؤلاء الملافِنة ليسوا قدِّيسين كبَار في نظر رَهبَنتِهم فحَسب، بَل أضحَوا عَمَالِقة الرّوح والتصوُّف في قلب الكنيسَة الجَامِعَة.

إنَّ تريزا مَاريَّا للصليب جَسَّدت هذه الحَيَاة في صيغةٍ بسيطة فلم يَعُد الكَرمِل مَحصوراً وراءَ قضبَان حديديَّة بَل صارَ في متناوَل النفوس العَطشى إلى السَّلام، فكانت هي بدورهَا المرأة المميَّزة التي دعَاهَا الله إلى أن تلعَبَ دوراً مميَّزاً ومهمّاً في حَيَاة الكنيسَة في عصرهَا وفي حَيَاة رَهبَنتِهَا ملتمِسَةً مَعونة وشفاعَة أمِّهَا العَذراء مَريَم سيِّدة جَبَل الكَرمِل.

يمكننا أن نستذكِر جانباً هاماً مِن شخصيَّتِهَا التي كانت ذات أهميَّة بَالِغة : "دعوتهَا إلى أن تكونَ مربِّية بالفطرة". فردَّدت يَوماً تقول: "إذا كانت الفتيَات تقلِّدنني في مِثل هذه الأمور الدنيَويَّة فلِمَ لا أعمَل على أن تقلِّدنني في فعل الخير ومحبَّة المَسيح".

وهكذا كان، فإنَّ أمنيَة تريزا مَاريَّا بدأت تتحقَّق في انطلاقِهَا بالمَشروع الكبير، الذي مِن خلالِهِ راحَت تختبر وتتعمَّق في السرّ الذي سيصبح فيمَا بعد مَادَّة دَسِمَة تمرِّرُهَا إلى الفتيَات اللواتي رغبنَ في اتبَاع مَسيرتِهَا أو اللواتي أردنَ الدخول معَهَا في نمط الحَيَاة الرّهبَانيَّة الجَديدة. وهذا الإختبَار الجَديد كان مرتكزاً فقط وبشكل رئيسيّ على شخص يَسوع المَسيح عريسهنَّ الإلهيّ. إنَّ مِنَ الميزات المهمَّة في حَيَاة هذه الرَّهبَنة الجَديدة ونمط حَيَاتِهَا هو خروج الحَيَاة الكَرمَليَّة النسَائيَّة مِن وراء شبك النمط النسكيّ إلى الشوارع الفقيرة حيثُ المَسيحُ ربُّنا ذاته خرجَ إليهَا، وأيضاً بَدَلَ أن تكونَ حيَاتهنَّ فقط حولَ التأمُّل والعَمَل اليَدويّ والحَيَاة الأخويَّة، دخلَ هناكَ عنصرٌ جديد وهو أهميَّة الإهتمام بالفقراء واليَتيمَات والعَمَل الرَّسوليّ والتبشير.

إنَّ كثرة الإضطهَادات والآلام ازدادت في حَيَاة الرَّاهِبَات غير أنَّ جوابَ تريزا مَاريَّا للصليب كان: إيمَانهَا المطلق بالله الذي يَختار الضعفاء ليُظهرَ مِن خلالِهِ أعمَالهُ العَظيمَة. فردَّدَت ذاتَ يَومٍ مَا ردَّدتهُ أمُّهَا القدِّيسَة تريزا ليَسوع الأفيليَّة: "إنَّ الصبرَ يَنتصِرُ على كلِّ شيءْ، مَن لهُ الله، لهُ كلُّ شيءْ، الله وحدَهُ يَكفي". وردَّدت أيضاً: "أنا لا أفهَمُ هذه الإضطهَادات والمخاوف الصارخة: الشيطان! الشيطان! بينمَا يمكننا أن نقول: الله! الله! فنجعَلَ الشيطان يَرتجفُ رعباً".

لقد آمنت أنَّ الله وحدَهُ هو أصلُ الحَيَاة والحلول، وكلُّ هذا يتطلَّبُ الإيمَان وعطاء الذات الكَامِل للآخرين. لأنَّ هذه العطيَّة لا تتحقَّق بكَامِل مَكنوناتِهَا إلاَّ بالمشارَكة الحقيقيَّة في الحَيَاة الإلهيَّة.

يَقول القدِّيس متَّى الإنجيليّ (20: 28): "هَكذا ابنُ الإنسَان لم يَأتي لِيُخدَم، بَل ليَخدُمَ ويَفديَ بنفسِهِ جَمَاعَة النَّاس". وهَكذا تريزا مَاريَّا خدَمَت الرَّبّ، وعلَّمَت أخواتِهَا الكَرمَليَّات كيفَ يَخدُمنَ على صورة عريسهنَّ الإلهيّ الذي بَذلَ نفسَهُ ليَفديَ الكثيرين.

لقد ورَدَ في الوثيقة المَجمعيَّة "إلى الشعوب" مِن أعمَال المَجمَع الفاتيكاني الثاني: "إنَّ السيِّدَ المَسيح يَدعو مِن بين تلاميذِهِ مَن يَشاءُ دَعوة خاصَّة، ليَكونوا مَعَهُ ويُرسِلهُم للكرازة في الأمم. ولِهَذا فهو يُلهمُ الدَّعوَة الإرسَاليَّة في نفس بعض الأفراد وبقوَّة الرّوح القدس الذي يوزِّعُ المَواهِب كَمَا يَشَاءُ مِن أجل فائِدَةِ الكنيسَة كلِّهَا. ويَبعَثْ في الوقتِ نفسِهِ في الكنيسَة مؤسَّساتٍ تتولَّى مهمَّة الكرازة بالإنجيل المنوطة بالكنيسَة كلِّهَا، وكأنَّهَا مهمَّتهَا الخاصَّة".

هكذا فإنَّ تريزا مَاريَّا للصليب، عَمِلت بقوَّة الرّوح القدس مِن أجل النفوس المتعطشة إلى يَسوع. فكانت رسَالتهَا نابعَة مِن عمق روحِهَا الكَرمَليَّة إلى خلاص النفوس الفقيرة واليَتيمَة، فجسَّدت بذلِكَ دَعوَة أمِّهَا القدِّيسَة تريزا ليَسوع الأفيليَّة إلى حَمل آلام البَشَر بالصلاة المستمرَّة وتقدِمَة الذات حبّاً بهم.

حَمِلت الرِّسَالة في حَيَاتِهَا أجمَلَ المَعَاني فكانت الأمّ والمربِّيَة والرَّئيسَة والأخت، فجَعَلت مِنَ الكَرمَلِ قلباً جديداً نابضاً بالحَيَاة ومَفتوحاً لاستقبَال وتقبُّل حَاجَات كنيسَتِهَا في الدَّرَجَة الأولى وحَاجَاتِ النَّاس فجَاءَت ثمَرَةُ رسَالتِهَا هو تأمُّلهَا اليَومي في كلِمَةِ الله ليلَ نهَار داخِلَ حِصنِهَا الكَرمَلي.

هكذا إنَّ حَيَاة تريزا مَاريَّا الرَّسوليَّة تنهَضُ شاهِداً على إيمَانِهَا الحَيّ بحضور الله الكبير في صميم كلِّ ألم، وتذكِّرُنا في الوقتِ ذاتِهِ بأنَّهُ، في كلِّ معَاناة مِن أجل إخوتِنا البَشَر، مَن يُعطي هو أوفر سَعَادة مِمَّن يَتلقَّى. وأكَّدَت عبرَ حَيَاتِهَا الكَرمَليَّة والرَّسوليَّة أنَّ النشاطات الإجتمَاعيَّة مهمَّة جدّاً وتستهدِفُ نتيجَة، أمَّا الحبّ المَسيحيّ فيَستهدف الإنسَان بحدِّ ذاتِهِ...

عَرَفت تريزا مَاريَّا كيفَ تبتسِم أمَامَ التأسيسَات التي قامَت بهَا، بالرُّغم ممَّا تخفيهِ هذه الإبتسَامَة مِنَ الصلبَان والمشقَّات. وعرَفت أيضاً أن تكونَ سعيدة حتَّى في وسَط الظلمَات التي اجتازتهَا. ذلِكَ لأنَّهَا استسلمَت بكلِّيَتِهَا إلى الله الآب وهي راضِيَة بكلِّ مَا يريدُهُ لهَا، لأنَّ كلَّ مَا يريدُهُ يَؤولُ إلى خيرهَا، حَسَبَ خطَّة المحبَّة التي رَسَمَهَا لهَا هذا الأبُ الكليّ المحبَّة والحَنان والرأفة...

إنَّ رسَالة تريزا مَاريَّا للصليب، لم تتوقَّف عند مَوتِهَا، بَل استمرَّت وازدهرَت مِن خلال تواجُد الرَّاهِبَات الكَرمَليَّات في كلِّ بقعَةٍ مِنَ الأرض شرقاً وغرباً، تبشِّرُ بيَسوعَ المَولود في مِذود، والمعلَّق على خشَبَة الصليب، والقائِم مِن بين الأموات. يَا ليتنا جَميعاً نتعَلَّمُ منهَا هذهِ الثِقة الهَادِئة برَحمَةِ الله ومَحَبَّتِهِ، ونسيرَ كَمَا سَارَت هي على درب القداسَة معتمدينَ مسَاعَدَة الله في كلِّ حين.

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids