Page d'accueil Articles
Vive le Carmel

أحبَّنا وافتدانا ... مع تريزا ليسوع - الأفيليَّة
كتابة الأخت ريموند يزبك الكرمَليَّة

(من الرّهبانيَّة العلمانيّة للكرمَليِّين الحُفاة – لبنان)


تقول القدّيسة تريزا ليسوع: "... إنَّ حُبَّ الله ليس قوامُهُ الدّموع ولا اللّذات أو الرّقة التي نتمنّاها عادةً، وبها نتعزّى. بل قوامُهُ أن نخدم الله بالعدل، وثبات الحنان والتواضع". (كتاب السيرة 11، 13).

إنَّ البابا بنديكتوس السادس عشر، في رسالته العامّة "الله محبّة"، يبدأ بهذه الآية من رسالة القدّيس يوحنا الأولى، وتقول: "الله محبَّة، من أقام في المحبَّة أقام في الله، وأقام الله فيه" فيه" (1 يوحنا 4، 16). وفيها نقطتان أساسيَّتان:

1 - نظرة لاهوتية وفلسفية عن المحبَّة في مختلف أبعادها.
2 - ممارسة وصية المحبّة نحو الشخص الآخر.

في هذه المحبَّة الجامعة، تقودنا القدّيسة تريزا ليسوع مع ما ورد في رسالة البابا، إلى أنَّ كلمة "محبَّة" أو "حُبّ" منتشرة في عالم اليوم مع كلّ ما نسمعه من قتلٍ، وحروب، وتشريد، أو ما نعيشه مع بعضنا البعض من الحقد والنميمة وغيرها ...، ولكن مع ما تقودنا إليه تعاليم معلّمة الكنيسة، تحمل في طيَّاتها معانٍ أخرى كثيرة، إذ تقول: "إنَّ من يحبّون الله حُبًّا حقيقيًّا، لا يحبّون إلاَّ الحقائق، وما هو جدير بأن يُحَبّ. أَفِي ظنّكُنَّ ممكن أن يُحِبَّ الأباطيل من يُحِبّ الله حُبًّا حقيقيًّا؟ (طريق الكمال 40، 3). وأيضًا: "الحُبّ يجب أن لا يُصطنَع في مُخيّلتنا، بل أن يَثبُتَ بأعمَال" (3م 1، 7). تعلّمنا القدّيسة في كلّ ما كتبته ودوّنتهُ، أنَّ عيش الحبَّ الذي زرعه الله الخالق في قلب كلِّ إنسان، يحتاج إلى مسيرة من النضوج الشخصيّ، والعمل على الذات، وتنقية العقل، والقلب، والنظر، كي لا يفقد الإنسان كرامته وحرّيته. هذا السعي والمثابرة على التأمّل اليومي في كلمة الله، يخرج بذلك الحبُّ الإنسان من أنانيّته، لينفتح على الآخر، وعن سعادته عبر الإيمان، والثقة المبنيّة بالإستسلام الكامل لعمل الرّوح القدس.

نجد عند القدّيسة تريزا في كتاباتها وتعاليمها، أنّه في يسوع ربّنا، الذي هو محبّة الله "الكلمة الذي صار جسدًا وسكن بيننا" (يوحنا 1 \ 14)، بلغت المحبّة ذروتها الكبرى، وتجلَّت في موتهِ على خشبة الصليب فاديًا بذاته من أجل خلاصنا. في هذا الحُبّ والفداء، ما يزال يسوع يهب ذاته لنا، وكان قد "أحَبَّ خاصَّته الذين هم في العالم، فبلغ به الحُبّ لهم إلى أقصى حدوده" (يوحنا 13 \ 1)، وهذا الحُبّ نسعى في أن نحياه كلّ يوم في الكرمَل، عبر عيشنا واتّحادنا به في سرّ الإفخارستيا. من خلال مشاركتنا في هذا السرّ الذي أحبّنا بهِ حُبًّا شديدًا، نتّحد نحن معه، ومع بعضنا البعض، كجماعة كرمليَّة علمانيّة واحدة، لنصبح كلّنا معًا في الكنيسة والكرمَل، جسدًا واحدًا، وقلبًا واحدًا. هنا تمتزج بالتالي، المحبَّة نحو الله مع المحبَّة نحو أخينا الإنسان والقريب. تقول القدّيسة تريزا ليسوع: "المحبّة تنمو بالتواصل" (كتاب السيرة 7، 22). وأيضًا: "أوثق علامة على محبَّة الله ومحبَّة القريب، هو حِفظنا محبَّة القريب حفظًا تامًّا" (5م، 3، 11).

في هذه المحبَّة التي هي أساس كلّ دعوة، تستمدّ محبَّة القريب جذورها من محبَّة الله. وفي العصور الأولى من حياة الكنيسة حاولت جماعة المؤمنين أن تعكس هذه المحبَّة، "لكي نعرف هكذا محبّة الله في الكلمة الذي صار جسدًا"، (تعليم الكنيسة الكاثوليكيَّة، المقال الثالث، 458، صفحة 152). إنَّ الكنيسة تتَّحد كلّ سنة بالصوم الكبير المقدّس أربعين يومًا، بسرّ يسوع في الصحراء... وفيه تغلَّبّ على المجرّب من أجلنا" (تعليم الكنيسة الكاثوليكيَّة، المقال الثالث، الفقرة الثالثة، 540، صفحة 175).

إنَّ القدّيسة تريزا ليسوع تقودنا بحسب تعاليمها، إلى أنَّه ينبغي التركيز على خبرة اللقاء الشخصيّ مع المسيح، الذي تلامس محبّته قلبَ الإنسان، وتوقِظ فيه شعور المحبَّة نحو القريب. ويجب أن يكون هذا الحُبّ مستقلاً عن أيّ حزبٍ سياسيّ داخليّ ضمن حياتنا وفي قلب جماعاتنا المكرَّسَة. تقول لنا القدّيسة تريزا: "إنَّ بذل الجهد للعيش دائمًا في حُبّ الله وخوفه، ضمانة لنا في خِضَمّ التجارب" (طريق الكمال 40). هنا المحبّة المسيحيّة المجانيّة التي لا ترمي إلى تحقيق أيَّة مآرب، بل تعرف حقَّ المعرفة، متى يجب على الإنسان أن يتحدّث عن الله، ومتى يترك أعمال المحبّة تتكلّم عنه عبر مسيرة حياته اليوميَّة.

في الختام، تذكّرنا القدّيسة تريزا ليسوع "الأفيليَّة"، بأهميّة ممارسة الصلاة. إنَّ الصلاة ليست مضيَعَة للوقت، بل هي "حديث صداقة، نجريه غالبًا على انفراد مع مَن نعرف أنّه يُحبُّنا" (كتاب السيرة 8، 5). ومنها، وفيها، وبها يستمدّ الإنسان من الله، "قوّة المحبة" التي تنتصر على الأنانيّة والنميمَة، والكراهيَة، والحَسد، والكبرياء، التي يقع فيها عالم اليوم، وبخاصَّةٍ في قلب الجماعات المتعدّدة.

الأخت ريموند يزبك للعذراء مريم الكرمَليَّة
(الرّهبانيَّة العلمانيّة للكرمَليِّين الحفاة – جماعة سيّدة جبل الكرمَل – الحازمية)

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit