أسرار الحزن – ليَومي الثلاثاء والجمعَة
مع القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة

السرّ الأول: صلاة الرَّبّ في البستان
الثمرة : الندامة
نقدِّمُ لكِ أيَّتها البتول الطوباويَّة جزيلَ الحزن الذي حزنتِهِ لمَّا صلَّى ابنكِ في بستان الزيتون وكان عرقهُ يتساقط على الأرض كقطرات دمّ.
تأمّل: "إنَّ الشهداء تألَّموا بفرح، أمَّا ملكُ الشهداء فتألم بحزن." نعم، لقد قال يسوع: "يا أبتِ، أبعِد عنّي هذه الكأس" (لوقا 22/42). ألستِ على استعداد لأن تتألَّمي بقدر ما يشاء الله؟
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الثاني: جلد الرَّبّ
الثمرة: إماتة الحواس
نقدِّمُ لكِ أيّتُها البتولُ الطوباويّة، جزيلَ الحزنَ الذي حزنتِه، لمّا جُلِدَ ابنُكِ على العمودِ بالسياط.
تأمّل: لن نستطيعَ أبداً أن نفعل لأجلهِ ما فعل لأجلنا من أعمالٍ جنونية. فالعالم إذاً، هو الأحمقُ ما دام يجهل ماذا فعله يسوع ليخلِّصه.
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الثالث: إكليل الشوك
الثمرة: تواضع القلب وإخضاع الذات ليسوع
نقدِّمُ لكِ أيّتُها البتولُ الطوباويّة، جزيلَ الحزنَ الذي حزنتِه، لمّا كُلِّلَ ابنكِ بإكليل من الشوك، على هامته المقدّسة.
تأمّل: هو، ملك الملوك، اتَّضَعَ، فاحتجبَ وجهُه ولم يعبأ به أحد (أشعيا 53/3)...وأنا أيضاً أريد أن أسترَ وجهي، وأن يتمكّن حبيبي وحده من رؤيته، وأن يكونَ وحدَه ليحصيَ دموعي...وأن يستطيعَ على الأقل أن يسندَ رأسه الحبيب إلى قلبي ويشعر بأنَّه هناك معروف ومفهوم!...
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الرابع: حمل الصليب
الثمرة : الشجاعة والصبر في حمل صليبنا
نقدِّمُ لكِ أيّتُها البتولُ الطوباويّة، جزيلَ الحزنَ الذي حزنتِه، لمّا حمَلَ ابنُكِ صليبَه وكان من ثقله ينحني على الأرضِ ساقطًا كالميّت.
تأمّل: يسوع هنا مع صليبه! لقد آثركِ حبُّه فأراد أن يجعلكِ شبيهةً به. فلماذا تجزعين من عجزك عن حمل صليبه من دون ضعف؟ لقد سقط يسوع ثلاث مرات فعلاً على درب الجلجلة، وأنتِ، أيتها الطفلة المسكينة، ألن تكوني شبيهةً بعريسك؟ ألا تريدين أن تسقطي مائة مرَّة إنْ اقتضى الأمر، حتى تُبرهني له على محبَّتِك فتنهضي أقوى من ذي قبل؟...
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)

السرّ الخامس: الموت على خشبَة الصليب
الثمرة : المحبَّة
نقدِّمُ لكِ أيّتُها البتولُ الطوباويّة، جزيلَ الحزنَ الذي حزنتِه، لمّا ماتَ ابنُكِ على خشبة الصليب.
تأمّل: وفي يوم أحد، كنت أنظر إلى صورة تمثّل سيِّدنا يسوع المسيح مصلوباً، فتأثّرتُ بالدم السائل من إحدى يديه الإلهيتين، وانتابني غمٌّ شديدٌ حينما فكّرت في أنَّ هذا الدم كان يسقطُ على الأرض، من دون أن يسارعَ أحدٌ لالتقاطه. فعزمتُ على أن أقفَ بالروح عند أقدام الصليب لكي أتلقَّى ذلك الندى الإلهي الجاري منه. وفهمتُ أنه عليَّ، بعد ذلك، أن أرشَّه على النفوس...وكانت صرخةُ يسوع على الصليب ترنُّ باستمرار في قلبي: أنا عطشان! (يوحنا 19/28). كانت هذه الأقوال تُلهِبُ فيَّ حرارةً شديدةً لا عهدَ لي بها...
(القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس الكرمليَّة)