مِلفَانتَان ...طريقَان... هَدَفٌ واحِد: تريزا ليَسوع وتريز الطفل يسوع والوجه الأقدس

كتابة الأب جان عبدو الكَرمَليّ

كَرمَليَّتَان، نـحتَفلُ بعيدهما في شهر تشرين الأَوَّل، جمعَتهمَا عذراء جبَل الكرمَل تـحتَ ثوبـِهَا. فالأولى هي الأُمُّ الـمُصلِحَة القدِّيسة تريزا ليَسوع الأفيليَّة الَّتي أَعادَت إِصلاح الرَّهبانيَّة عام 1562. أمَّا الثانية هي القدِّيسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، إبنَة الأولى، الَّتي انضَوَت إِلى رهبَانِيَّتِهَا عام 1888.

راهبِتَان عَاشَتا كُلَّ واحِدَةٍ في عَصرٍ مـختَلِف، مِن خَلفِيَّة مـختَلِفَة، لهمَا مزاجَات متَميِّزة، ولكن كُلّ واحِدَةٍ وَضَعَتْ نُصْبَ عَينَيهَا جبَل الكَرمَل. وعَزَمَتَا على تسَلُّقِهِ فوَصَلتَا قِمَّتَهُ قدِّيسَتَين، لا بل مُعَلِّمَتَين للكَنيسَة جـمعَاء. كُلّ منهُمَا بطريقَةٍ مـُختَلِفَةٍ وببعض القَواسِم الـمُشتَركة أَيضًا، إِنـَّما بـهَدَفٍ واحِد: القداسَة.

وُلِدَت القدِّيسَة تريزا ليَسوع في أَفيلا (إِسبَانيا) في عام 1515. دخَلَتْ رهبَانيَّة سيِّدة جبَل الكرمَل فأَصلحَتهَا وأَسَّسَت ما يُعرَفُ اليوم برهبَانيَّة "الكَرمَل التريزياني"، بفرعَيهَا النِّسائِيّ والرِّجالي. إِمرأَة قويَّة، جَالَت طرُق إِسبَانيا، متصوِّفَة تقفُ على أرض صَلبَة، هي معلِّمَة في الصَّلاة والتأَمُّل في الوقت الَّذي كانت النِّسَاء فيه تُردِّد الصلاة شفهيًّا لتكرار الأَبانا والسَّلام، ومعرفَة الكِتَاب الـمُقدَّس وقراءَة الكتُب الدِّينيَّة الـممنوعَة على العامَّة. توفِّيَت في أَلبَا دي تورميس في عام 1582.

أمَّا تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، أَبصرَت النُّور في أَلنسون (فرنسا) عام 1873. دخَلَتْ رهبَانيَّة سيِّدة جبَل الكرمَل في ليزيو، عن عمر ينَاهِز الـخَامِسَة عشَر، تتَلمَذَت على روحَانِيَّة القدِّيسة تريزا ليسوع وعلى كتابات القدِّيس يوحنَّا للصليب الكرمَليّ وبالأَخصّ على معرفَةِ الكِتَاب الـمُقدَّس. توفِّيَت في ريعَان شبَابـِهَا عن عمر يقَارِب 24 عامًا.

عَانَت القدِّيسَتَان اليُتْمَ حين فقَدَتَا أُمَّهَاتـِهمَا في سِنٍّ مُبكِرَة: تريز ليزيو قبل سِنّ الرابِعَة بقليل، أَمَّا تريزا الأَفيليَّة بينمَا كانت لا تزال مراهِقَة. فتعَلَّقَتْ كلتَاهمَا بقوَّة بوالِدَها. لم تُغَادِر تريز الطفل يسوع الدَّير بتاتًا منذ دخولـِهَا إليه، ولم تكُن معروفَة إِلَّا من قبل عائِلتهَا وأَصدقَائِهَا الـمُقرَّبين. أَمَّا القدِّيسة تريزا ليَسوع فقد قضَت قدرًا كبيرًا مِنَ الوقت خارج الدير، تتنقَّلُ من منطقَةٍ إِلى أخرى، مؤَسِّسَةً الأَديَارَ الـجَديدَة. كانت معروفَةً مِن قِبَل الكَثِير مِنَ النَّاس. وَمُتَفَانِيَةً جِدًّا في حُبِّهَا تـِجَاه الطفل يسوع، الَّتي كانت تَـحمِلُ شَخصَهُ مَعَهَا في أَسفَارِهَا، بـخَاصَّةٍ بعد حَادِثٍ مُثيرٍ للإِهتِمَام. ففي أَحَدِ الأَيَّام وهِيَ على بُعدِ خَطَواتٍ مِن دَيرهَا رأَت طِفلاً صغيرًا جـَميلًا.

بَادَرَهَا الطفلُ قَائِلًا: "مَن أَنتِ؟"
أَجَابَت القدِّيسَة: "أنا تريزا ليسوع ، وَمَن أَنتَ؟"
أَجَابَ الطفلُ: "أَنا يسوع لتريزا!".

أَمَّا القدِّيسة تريز الطفل يسوع (أَضَافت، لاحِقًا، على إِسمهَا الرُّهبَاني "والوجه الأَقدس")، كانت أَيضًا طوال حيَاتها مكرَّسة بشكلٍ خاص إِلى عِبَادَةِ الطفل يسوع تـمامًا كمَا كانت أُمُّهَا الرُّوحِيَّة تريزا ليسوع الأَفيليَّة.

كرَّسَت الرَّاهِبَتَان حيَاتهمَا لله، فهو بالنسبة إلى القدِّيسَة تريزا ليسوع مَن يَستُر خطَايَاهَا (السيرة 7، 18) ، ونقَائِصَهَا (السيرة 4، 10). فهو الغَافِرُ (السيرة 14، 10) الَّذي يَنسَى الآثَام (السيرة 15، 4) ورحـمَتُهُ لا حدودَ لـهَا (المنازل 5، 4، 10) حُبَّهُ لها يفوقُ حبَّهَا لذَاتِهَا (السيرة 32، 5)، فهو الصَّديقُ والسَّنَد، والـمُرشِدُ والـمُعَالج (السيرة 25، 17-19)، يُبدِّلُ الخوف إلى شَجَاعَة (السيرة 25، 19) يُحرِّرُ (المنازل 6، 1، 10) إِنَّهُ إِلَهٌ مَرِنْ، يتَكيَّفُ مع طريقَتِنَا وطريقَةِ وجُودِنَا (طريق الكمال اسكوريال 33، 2). أَمَّا بالنسبة إِلى القدِّيسَة تريز الطفل يسوع، هو إِلَهٌ متَواضِع (مخطوط أ، 5)، إِلَهٌ رحوم (مخطوط أ ، 36)، طبيب (مخطوط أ، 20) عريسٌ مـُحِبّ (مخطوط أ، 17)، مُعلِّمٌ في الـخَفَاء (مخطوط ب ، 2).

ولكن لـماذا اختبَرَت القدِّيسَتَان هذِهِ التَّجربَة العَميقَة مَعَ الله؟

لأنَّ كلتَيهمَا ارتكَزَتَا على يسوع. كلتَاهمَا قرأَتَا سلوكَهُمَا كَسلوكِ خَطأَة، وعلى مِثَالِ الـخَطأَة التَّائِبين لا يـُمكنهمَا إِلَّا وأَن تَرَيَا في يسوع انعِكاسًا لإِلَهٍ مـُحِبّ. لديهِمَا تَفَانٍ خاصّ لِكُلِّ لـحظَةٍ مِن لـحَظَاتِ حَيَاةِ يسوع، خَاصَّةً الَّتي يَظهَرُ فيهَا ضُعْفَهُ وإِنسَانِيَّتَهُ جَلِيًّا: طفولتهُ، حنَانهُ، آلامَهُ. كِلْتَا القدِّيسَتَان اختَبَرتَا اهتِداءَهَا نتيجَة إِلتِقَائِهَا بيَسوع. القدِّيسَة الأُمّ عند رؤيَتِهَا شخصَ يسوع الـمُقَيَّد على العَمُود الـمُضْرَج بالدِّمَاء. والقدِّيسَة تريز الصغيرة الَّتي شُفِيَت مِن قِبَل يسوع عَشِيَّة عيدِ الـميلاد، مِن شِدَّةِ تأَثُّرِهَا وبُكَائِهَا الـمُتَواصِل، فَأَخرَجَهَا مِن طفولَتِهَا لِتَتَصَرَّف بَعدَهَا مِثلَ الكِبَار.

كِلْتَا القدِّيسَتَين تَتَلمَذَتَا على يَدِ يَسوع الـمَسيح. "كانَ، جُلَّ جلالهُ، مُعَلِّمي الدَّائِم، ومَا كانَ يريدُ أَن أَكونَ مدينةً لغَيرِهِ" (السيرة 12، 6). قالتهَا صَراحَةً تريزا ليسوع في كتابها "السيرة". أَمَّا تريز الطفل يسوع فقَالت في "قصَّة نفس" (الـمخطوط ب، 2): "يسوع يُعَلِّمُنِي في الـخَفَاء، دونَ أَن يُظهِرَ ذَاتَهُ، ودونَ أَن يُسمَعَ صَوتُهُ، ولا يَفعَلَ ذَلِكَ بواسِطَةِ الكُتُب، لأَنّي لا أَفهَمُ مَا أَقرَأْ". قرأَتْ القدِّيسَتَان كُتُبًا روحِيَّة ولكِنَّهُمَا تَعَلَّمَتَا في "كِتَابـِهِمَا الـحَيّ" يسوع الـمَسِيح.

تَتَشَارَكُ القدِّيسَتَان حَـمَاسًا للكِتَاب الـمُقدَّس، فبالرغم مِن أَنَّهمَا عَاشَتَا في سِيَاقَاتٍ تاريـخِيَّة مـُختَلِفَة جدًّا، فالقدِّيسَة تريزا ليَسوع لم يكُن سهلًا عليها قراءَة الكِتَاب الـمُقدَّس الَّذي كانَ حينَهَا متَواجِدًا فقط في اللُّغة اللَّاتينيَّة ولم تحصل سِوى على جزيئَات ضَئِيلة متَرجَمة إِلى الإِسبَانيَّة، إِذ كانَ مـُجمَل الكُتُب الدِّينيَّة الـمُتَرجـَمَة مـمنوعًا تداوُلهَا في عام 1559. فتَعَرَّفت القدِّيسَة على الكِتَاب الـمُقدَّس من خلالِ الوَعظ، وَمِن بعض الكُتُب الدينيَّة. وعلى الرغم مِن ذلكَ، نقرأُ أَكثَر مِن 600 اقتِبَاس في أَعمَالـِهَا، مـِمَّا يدُلُّ على أَنَّ كلمَة الله كانت مهمَّة للغاية بالنسبة لها وأَنَّها جَعَلَتْ حيَاتَهُ مِن حَيَاتهَا. ويمكنُ قولُ الشَّيء نفسهُ عن القدِّيسَة تريز الصغيرة، فهي اقتَبَسَت مِنَ الكتَاب الـمُقدَّس أَكثر مِن أَلف مرَّة في مـُجمَل أَعمَالها، إِنَّما، على عكس أُمِّهَا القدِّيسَة تريزا الأَفيليَّة، كانت لديهَا سهُولة للحصُول على كَامِل الأَناجيل، لا بَل كانت تـَحمِلهُ دائمًا معهَا. كانت كلتَاهمَا متعَطِّشَتَين لـِمَعرفة الـمَزيد عن يسوع مِن خلال الكِتَاب الـمُقدَّس. فَكِلْتَا القدِّيسَتَان تُصِرَّانِ على أَنَّهمَا الـمَرأَة السَّامِريَّة، الـمِجدَلِيَّة والإِبن الضالّ، لأَنَّهما تَضَعَانِ نَفسَيْهِمَا في مَكَانهم وتتَحَادَثَان مَعَ يسوع.

كِلْتَا القدِّيسَتَين تَسَلَّقَتَا جبَل الكَرمَل في رحلَتِهِمَا الروحيَّة. وَشَهِدَتَا تَـجَارِبَ شديدة، وَنَكَسَاتٍ، وسوء الفَهم؛ لكِنَّهُمَا كَافَحَتَا للمُواصَلَةِ على الصُّعود. كِلْتَاهُمَا حَافَظَتَا على الـهَدف نُصْبَ أَعْيُنِهِمَا: قِمَّة جبَل القداسَة. لكِنَّ الـمَسَارات الَّتي تَبِعتَاهَا كانت مـُختَلِفَة تـمَامًا. فالـحَيَاة قد تقدِّم لنا العَديد مِنَ الطُّرُق لِكَي نَتَسلَّقَ جِبَالنا الروحِيَّة. وكُلُّ طريقٍ هو تَحَدٍ، هو مكَافحَة للوصُول إلى الذُّروة الَّتي تمكِّننا مِنَ التَّسلُّق إِلى الـمَرحَلة الثَّانِيَة والثَّالِثَة، إِلخ، حتَّى نَصِل أَخيرًا إِلى قِمَّة الـحَيَاة.

كيف اختلَفَ الطَّريقَان عند قدِّيسَتَيْنَا في تَسَلُّقَ جَبَل القداسَة؟

بالطبع لم تتَسَلَّق قدِّيسَتَانَا جَبَلًا حَقِيقيًا، لكِنَّهُمَا خلال فترة حيَاتهمَا تَسَلَّقَتَا الـجَبَل الروحيَّ الَّذي يقودُ إِلى هَدَفِهِمَا الـمُشتَرك. لقد اختَبَرَتا التَّجَارب والكِفَاحَات والصعُوبَات الَّتي وَضَعَتها الـحَيَاة أَمَامَهَا، وعلى طولِ هذهِ الرِّحلَة. وبالرغم مِنَ الـمِحَن كانتَا تُبصِران في وَمَضَاتِ الـجَمَال الَّذي يَنتَظِرهمَا عندَ القِمَّة. حتَّى أَنَّهمَا، في بعض الأَحيَان، كَانتَا تَفتَقِدَان إِلى الكَلِمَات للتَّعبير عن هذِهِ اللِّقَاءَات، ولكن لا شيء رَدَعَ مِن تَصمِيمِهَا للمُثَابَرة على التَّسَلُّق، والوصُول إِلى هَدفِهَا.

عندمَا قرأَت تريز الطفل يسوع في كَلِمَات القدِّيس بولس أَنَّ الـمَحَبَّة هي الطريق الوحِيد والـمَضمُون الَّتي تقودُ بالتَّأكيد إِلى الله، أَدركَت أَنَّها وَجَدَت الـمِفتَاح لِدَعوَتهَا. فلم تَنتَظِر حتَّى نهايَة رِحلَتِهَا لتَختَبر الكَمَال، بل بدأَتهُ، على الفور، والدَّافِع هو فَرحَهَا الغَامِر بتَمَتُّعِهَا بأَعمَال الـمَحَبَّة. كانت قد تـَحرَّرت، وغَاصَت في قَلعَتِهَا الدَّاخِليَّة تَتَنَعَّم بالـمَسَرَّات ونِعَم الصَّلاة التَّأَمُّلِيَّة الَّتي تَعَلَّمَتهَا مِنَ القدِّيسَة تريزا ليسوع الأَفيليَّة. فكَانت شُعلَةَ الـحُبّ في قَلبِ الكَنِيسَة، على غِرَارِ القدِّيسَة الأُمّ الَّتي أَسَّسَت أَديَارَهَا بـِهَدف أَن تكونَ بيُوت مـَحَبَّة داخِلَ الـجَسَد السِّريّ لِلكَنِيسَة.

تَركَت القدِّيسَتَان لِلكَرمَل وللكَنِيسَة جَمعَاء طرُق تَسَلُّق الـجَبَل الـمُقدَّس، كُلُّ واحِدَةٍ بـِحَسَب خِبرَتهَا الشَّخصِيَّة وتَـجربَتِهَا وروحَانِيَّتِهَا. فالقدِّيسَة الأُمّ، وبالرغم مِن أَنَّهُ لم يكُن لديهَا أَيّ خَلفِيَّة لاهوتيَّة وتَعلِيمِهَا مـَحدودٌ، لكنَّ الله قادَهَا على طريقِ الصَّلاة والتَّأَمُّل. فتَمَيَّزَت بقُدرَتها على فَهمِ النِّعمَة الَّتي حَصَلَتْ عليهَا مِنَ اللهِ والتَّعبيرِ عنهَا، خصوصًا في كِتَابَاتهَا. فكتاب "طريق الكَمَال" و"المنازل" يشكِّلان تعليمًا روحيًّا لاهوتيًّا دَفَعَ بالكَنِيسَة إِلى إِعلانهَا مِلفَانَة، "معَلِّمَة صلاة" و"أُمّ الرُّوحَانِيِّين". فهي قد رَسَمت لرَاهِبَاتهَا ولكُلِّ نفسٍ توَّاقَة للإِتِّحاد بيَسوع الـمَسِيح مَسَارًا يقودُهَا إِلى عَرشِ عَريسِهَا الَّذي يَسكُنُ "القصر الدَّاخِليّ" وتقول: "لا تأخُذَكُنَّ الدَّهشَة، يَا بنَاتي، مِن كثرَةِ الأَشيَاء الَّتي يجب أَن نَنظُرَ إِليهَا لِلبَدءِ في هذا السَّفر الإِلهيّ، وهو الطريق الـمُلوكيّ نحو السَّمَاء. إِنَّ السَّيرَ فيه يؤَدي إلى كسبِ كنزٍ وفير، وليسَ بكثيرٍ إِن كانت الكِلْفَة باهِظَة بِنَظَرنَا. فَسَيَأتي زمَنٌ يُعرَفُ فيهِ أَنَّ كُلَّ شيء عَدَمٌ إِزَاءَ هذِهِ الـجَائِزَة العُظمَى" (طريق الكمال 21، 1).

مِن ناحِيَة أُخرى، قدَّمَت تريز الطفل يسوع مَسَارًا مـُختَلِفًا. هي الَّتي لم تَعرف الـجَامِعَات، ولم تؤَلِّف الـمَوسوعَات، عَاشَت صغيرة ومَاتَت صغيرة، لكِنَّهَا أَحَبَّت الله حتى أَقصَى دَرَجَاتِ الـحُبّ، فَعُرِفَ طريقُهَا بـ "طريق تريز الصغير". طريق الإِتِّحَاد بالله في الفَرَح والأَلم، في التَّواضُع وقبُول الوَاقِع، في الثِّقَة والإِيمَان بالله الرَّحوم الكُلِّيّ القدرة. فالثِّقَة عند تريز الصغيرة هي جِسرٌ بين الإِنسَان الضَّعِيف الرَّاغِبِ في القدَاسَة وبين الله الرَّحُوم، فتقول: "يَا يسوع! أَنا أَصغَرُ مِن أَن أَقومَ بأمورٍ عَظيمَة... وجنُوني أَنا هو أَمَلِي أَن يَقبَلُني حُبُّكَ كَضَحِيَّة... وأَمَلِي أَنَّكَ، يَا سِرِّيَ الـمَعبُود، ستَأتي يَومًا وتَأْخُذُ عصفُورَكَ الصَّغير، وتصعَدُ بهِ إِلى نار الـحُبِّ، فتَغُوصَ بهِ مدَى الأَبَدِ في اللُّجَّةِ الـمُحرِقَة، لـُجَّةِ ذلِكَ الـحُبِّ الَّذي قَدَّم العصفورُ لهُ ذاتَهُ ضَحِيَّة" (المخطوط ب، 5)

متَجَذِّرَتَان في تَعَاليم الإِنـجيل، إِقتَدَتَا بِيَسوعَ وبِتَعَاليمِهِ، وكِلتَاهُمَا إِحتَرَقَتَا في شُعلَةِ الـحُبِّ الإِلهيّ.

قدِّيسَتَان... مِلفَانَتَان... طَريقَان... إِنَّما لـهَدَفٌ واحِد.

الأب جان عبدو - الراهب الكرمَلي

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit