Page d'accueil Articles
Liturgie
Liturgie


...مِن مارون إلى الليتورجيا...

كتابة الأب نوهرا صفير الكرملي

"إنَّ الطوبَاوي مَارون هيكل الروح القدس الطاهِر، قد تعِبَ في كَرم المَسيح مِنَ الصبَاح إلى المَسَاء".
(من الترنيمات المارونية القديمة جداً والتي تعود إلى القرون الوسطى)

مارون والمارونية ليتورجيَّا ومَدرسَة عريقة جَمَعَت فيهَا الحَيَاة الروحيَّة والنسكيَّة، وهذه الحَيَاة تكوَّنت من خلال جَمَاعَة رهبَانيَّة اتبَعَت حَيَاة مَارون الراهب والناسك والقدِّيس الذي عاشَ في شمال سوريا خلال القرن الرابع، يعتبر واحداً من أشهر الشخصيات السوريَّة السريانيَّة الكنسيَّة.

لقد حافظت الليتورجيَّا المَارونيَّة على روحانيَّة مارون، لأنَّهُ في الأساس كان هناك جماعة سريانيَّة أنطاكيَّة حافظت على تعليم الرَّب يسوع وحافظوا أيضاً على روحانيَّة مارون وكانوا دائماً مخلصين للعقيدة السليمة والإيمان القويم بحسب ما رسمت المجامع المقدَّسة وخاصة مجمع خلقيدونية بما يختص بطبيعتين كاملين للسيِّد المسيح طبيعة بشرية وطبيعة إلهيَّة واستشهدوا في سبيل هذا الإيمان وهذه العقيدة.

يكرَّم القدِّيس مَارون في الليتورجيَّا المارونيَّة بإكرام مميَّز وذلِكَ من خلال ذكره في الإحتفال الإفخارستي. كما وأنَّ الكنيسة المَارونيَّة وضعَت لهذا العيد قدَّاساً خاصاً وقراءات ليتورجيَّة تدخلنا أكثر في روحانيَّة هذا العيد.

كما نعرف جميعاً أنَّ الكنيسَة اعتادت أن تحتفل بتذكار قدِّيسيها يوم وفاتهم، الذي هو وفق المعنى الكنسي يوم ولادتهم في المَجد السماويَ. أمَّا إذا وقعت ذكرى الوفاة مع أعياد ومناسبات كنسيَّة كالأعياد السيِّديَّة مثلاً، نُقِلَ العيد إلى اليوم الذي فيهِ تلقَّوا رساماتهم الكهنوتيَّة أو الرّهبَانيَّة.

احتفِلَ بالعيد الأوَّل للقدِّيس مارون في الرابع عشر من شهر شباط والذي ما يزال معتمداً حتى اليوم في الكنيسة الرومانيَّة الكاثوليكيَّة وسائر الكنائس التي تكرِّمُهُ، كالكنيسة الأورثوذوكسيَّة التي هي أيضاً تعيِّد لهُ في التاريخ عينه، الذي قد يكون يومَ وفاته أو يوم رسامتِهِ الكهنوتيّة. ومن المحتمل أنَّ الموارنة حتى القرن السابع قد عيَّنوا يوم الرابع عشر من شهر شباط عيداً وذكرى للقدِّيس مارون، إلى أن أصبَحَ العيد معتمداً رسمياً في الكنيسة المارونيَّة في التاسع من شهر شباط. وخصِّصَ أيضاً الأحَد الثاني من كلِّ شهر تذكاراً عاماً لمار مارون.

إنَّ الليتورجيَّا المارونيَّة هي ليتورجيَّة متجذرة بامتياز في التاريخ والتراث والأرض. كمَا وأنَّ هذه الليتورجيَّا هي إنطاكية النشأة وسريانيَّة الطقس، وهي كنيسة القدِّيسين العظماء والأبرار والفلاحين والشهداء، لأنَّ أساساتها لم تترسَّخ إلاّ على دم الشهداء الأبرار الذين كانوا "حبَّة الحنطة" التي وقعَت في الأرض فنمَت وأعطت أغصاناً وثماراً طيِّبة.

إنَّ ما يميِّز هذه الليتورجيَّا هو إيمانها بربّها الحيّ القائم من بين الأموات. إنَّ ما يميِّزها أيضاً هو هذا الإنتماء الحيوي إلى روحانيَّة مؤسِّسها القدِّيس مارون التي استمدَّها من الجذور الإنجيليَّة. هذه الميزة دفعت بالليتورجيَّا إلى أن تكون عبر التاريخ الطويل شهادة حيّة وحقيقيَّة أمام الآخرين كما عاشهَا مارون وتلاميذه وأباؤنا وأجدادنا القدِّيسون.

إنَّ عيش الليتورجيَّا وممارستهَا طبعت الطقس الماروني عبر مسار التاريخ بطابع مميَّز. كمَا وأنَّ روحانيَّتهُ وشهادته طبعت الكنيسة المارونيَّة بطابع مميَّز، هي التي حملت اسمهُ ونبتت وأعطت ثماراً كثيرة. هذه الليتورجيَّا والروحانيَّة حَمَلت قضية إيمَان ورسالة سلام ومحبَّة، واحتضنت شعبها المؤمن منذ 1600 سنة ولا تزال شاهدةً لروحانيَّة أبيها في الوحدة والشركة على تقليد إنطاكيا، وهي كانت ولا تزال، كنيسة منفتحة على الشعوب والحوار، وليتورجيَّة عريقة ومتمسِّكة بتراثها السرياني المشرقي العريق، وبهويتها المميزة.

وأخيراً نصلّي إلى الرَّبِّ يسوع أن يمنحنا نحنُ المؤمنين بهِ نعمَة وقدرة تفهُّمْ تعاليم أبينا مارون، والثبات في الإيمان لنعمل بوحيهَا.

صلاة: نصلّي إليك أيها الإله الذي ارتضيت المَوت لتهبَ لنا الحياة. يا مَن دعوتَ صفيّكَ مارون فزرعتَ في نفسهِ الخصبة كلمتكَ الحيَّة وأرسلتهُ بواسطة روحكَ القدّوس ليجسِّدَ تلكَ الروح الإنجيليَّة والنسكيَّة في كلِّ الأصقاع المشرقيَّة. إكشف عن عيوننا تلك الضبابيَّة بشفاعة مار مارون فنجسِّد حريَّة إنجيلكَ في هذا الشرق المتألم لكي نشهد لتلك الحريّة في عراء شرقنا. واجعلنا لك منارة هدىً وإيمَان وتسامح في هذا الوطن ليضئَ نورنا أمام الناس ويروا أعمالنا الصالحة. لك المجد إلى الأبد. آمين.

المراجع

Liturgie

Icônes Carmélitaine

Vocation

Neuvaine

Prions avec Thérèse de Jésus

Rosario

Avec le Pape

Etude Bibliques

Prière et Méditation

Vive le Carmel

Chemin de Croix (Via Crucis)

Homélie

Chapelet du Saint Esprit