Page d'accueil Nos saints
لنذهب وندخل إلى الحياة
Sainte Thérèse-Bénédicte de la Croix

إليزابيت للثالوث وتريز الطفل يسوع والوجه الأقدس

Article tiré de l’Ordre des Carmes Déchaux


راهبة كرملية حبيسة، فرنسيَّة، تألّمت مع المسيح وتوفيَّت في ريعان شبابها، تاركةً إرثًا روحيًا غنيًا. بهذه الكلمات يمكننا أن نُعرِّف بتريز الطفل يسوع والوجه الأقدس. وهذه المقدمة تصلح أيضًا للتعريف بإليزابيت للثالوث. فهل هما متشابهتان؟ ألا نستطيع المقارنة بينهما؟

المقارنة في هذه الحالة، لا تجوز لا سيّما لعدم وجود تأثير متبادل بينهما؛ فالتأثير كان باتجاه واحد، تريز (1873 – 1897) لم تعرف إليزابيت (1880 – 1906). لنفترض، مع الأب كونراد دي ميستير Conrad de Meester الكرملي، أنْ تكون إليزابيت توفِّيت قبل 20 سنة، في العام 1886 بدل 1906، وأن تكون تريز قد قرأت أعمال إليزابيت بعمر الـ 18 – 19 (العمر الذي قرأت به إليزابيت كتاب " قصة نفس "). بكل تأكيد فإن تريز كانت ستنجذب إلى أختها الكرملية التي لم تفتأ " العيش بالحب "، وتسبيح إله الحب الساكن فينا، والموت مُتلَفَة بنار حبه. لا بد لنا من مُقارَنَة لنحدِّد اللقاءات الروحية بين تريز و إليزابيت.

تُعتَبَر إليزابيت كاتيز، مع موريس بليار وأدولف رولان، من التلاميذ الأوائل للقديسة تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس، وكلٌّ على طريقته، من خلال انتشار كتاب "قصة نفس". لم تصل إليزابيت (بعمر الـ 18 سنة) إلى مدرسة تريز كفتاة ساذجة، وبدون اختبار روحي، لتتعلَّم أبجديّة القداسة؛ بل دخلت مدرستها كقديسة حقيقيّة تحمل شهادتها بيدها. تسجّلت كقديسة شابة في مدرسة قديسة شابة أُخرى، مما يدل على أن تريز لم تكن الأستاذ الفعلي لإليزابيت. فالأم جيرمين صرَّحت مرارًا، وبحق، أن المعلمّ الوحيد لإليزابيت هو الروح القدس.

كانت إليزابيت (18 سنة)، قبلَ لقائها بتريز للمرة الأولى (عند قراءة "قصة نفس")، قد ترسّخت بعمق في المسيح، وذابت بكليّتها في النار الإلهية. ولو توفيَّت حينها لكان من السهل رفع دعوى تطويبها كعلمانية جعلت "نفسها تُقيم في الله، تحبّه حبًّا خالصًا، مجانيًا… وترنو إلى الله في الإيمان والبساطة".

لم تنسخ إليزابيت مقاطع من أي كتاب كما فعلت مع "قصة نفس". ولكن بعد قراءة كتاباتها، نلاحظ بروز نصّين لتريز أشعلا أفكار إليزابيت وأضرما النار في قلمها. النص الأول هو، بدون أدنى شك، "تقدمة الذات لحب الله الرحيم". يحتفظ كرمل ديجون بـ 4 نسخ، بخط إليزابيت، لهذه الصلاة بقياسات مُختلفة لتبقى دائمًا بمتناول اليد. لقد حفظتها وردّدتها مرارًا فإذا بصداها يتجلّى في كتاباتها الروحية بين عمر الـ 19 والـ 20 سنة. إليزابيت ذابت بعبارات تريز فعبَّرت أيضًا عن رغبتها في أن تكون "ضحية محرقة" :

" آه اجعلني شهيدة حبك
انتزع مني الحرية بأن أهينك
فلا أُلحق بك، عمري، أدنى إهانة
إني أُريد دومًا أن أُتمِّمَ مشيئتك
وأن أستجيبَ لنعمتك،
أُريد أن أكون قديسة لأجلِكَ
فكن قداستي لأنني أعرف ضعفي "


أما النص الثاني فهو القسم الثاني من الفصل 11 من كتاب " قصة نفس " حيث تعرض تريز مهمتها، من خلال خبرتها الروحية، في رسالة رائعة أرسلتها إلى الأخت ماري للقلب الأقدس، وتصف فيها كيف ستحقق دعوتها (دعوتي هي الحب) في قلب الكنيسة باستسلامها كضحية لنار الحب الإلهي. فها هي إليزابيت بدورها تحدّد مهمّتها : " يبدو لي أن مهمتي في السماء هي أن أجذب النفوس وأن أساعدها على الخروج من ذاتها حتى تلتصق بالله بحركة بسيطة ومُحبَّة، وأن تحفظها في هذا الصمت الداخلي العظيم الذي يسمح لله بأن ينطبع فيها وأن يحوّلها إليه بالذات " (الرسالة 335).

تَشرَّبت إليزابيت هذه النصوص وهي لم تزل علمانية. ومع دخولها الدير (بعمر الـ 21 سنة) لمست الأهمية التي تعطيها راهبات كرمَل ديجون لـ "قصة نفس". فإذا باللقاء يتجدّد مع "أختها" تريز. وبعد 3 أيام من دخولها الدير أُخِذَت صُوَر للجماعة بهدف إرسالها إلى كرمَل ليزيو. وحملت كل صورة تعليقًا في الأسفل. وفي الصورة التي تظهر فيها إليزابيت، بثوب الطالبية، راكعة إلى جانب الأم جيرمين، نقرأ بكل دهشة : " الأم جيرمين تمسك بيدها كتاب (عَرَفتُنَّ بالطبع أنه "قصة نفس") وتشير بإصبعها إلى ملاككن الصغير، الطالبة دخلت الدير منذ 3 أيام تطمح إلى الكرمَل منذ السابعة من عمرها. إنها الأخت إليزابيت للثالوث التي ستصبح قديسة، فلديها استعدادات لافتة". إنها حقًا نبؤة.

أفرحتني رسالتك اللطيفة واعترافاتك لي، كثيرًا. أُحب، وأنتِ ترفعين حجاب نفسك، أن أدخلَ هذا المعبد الحميم حيث تعيشين وجهاً لوجه مع "الذي" يريدك كُليًّا له، والذي جعلَ من داخلكِ عزلة حبيبة. هناك، يا صغيرتي جيرمين، دعيه يستريح كما تستريحين أنتِ فيه؛ إصغي إلى كل ما يُنشد في نفسه وفي قلبه؛ إنه "الحب"، هذا "الحب" اللامتناهي الذي يُغلِفنا والذي يريد أن يُشركنا في كل نعمه، مند الأرض. هذا الثالوث كله الذي يرتاح فينا، هذا السرّ كلّه الذي سيكون رؤيانا في السماء : ليكن حصنك. تقولي لي، يا أختي الحبيبة، إن حياتَك تمضي هناك، وهذا ما يفرحني بشدة. إن حياتي أنا أيضًا تمضي هناك : إليزابيت للثالوث، يعني إليزابيت متوارية، متلاشية، وتاركة "الثلاثة" يجتاحونها: ترين أننا فيهم قريبتان جدًا، أننا وحدة تمامًا، أليس كذلك؟ أقوم بكل شيء معكِ، من الصباح حتى المساء، وأعتبركِ الأخت الحقيقية الصغيرة لنفسي. وأعهد بكِ إلى جميع قديسينا، وخاصةً إلى قديستنا الأم تريزا ليسوع وإلى الأخت تريز الطفل يسوع والوجه الأقدس. نعم يا صغيرتي جيرمين، لنحيا حبًا، لنكن بسيطتين مثلها، مستسلمتين في كل وقت، مضحيتين بالنفس دقيقة فدقيقة، محققتين مشيئة الله دون البحث عن أشياء خارقة. ثم لنكن صغيرتين بكليّتنا ونترك الذي هو الكُلّي لنا أن يحملَ نفسنا، كما الطفل بين ذراعي أمّه. نعم، يا أُخيَّتي، نحن ضعيفتان جدًا وحتى القول إننا لسنا أكثر من بائستين، لكن هو يعلم ذلك كثيرًا، ويُحب أن يغفر لنا كثيرًا، أن يرفعنا ثم يحملنا فيه، في طهارته وفي قداسته اللامتناهية؛ إنه بهذا الشكل سيطهرنا، عبرَ ملامسته المستمرة ولمساته الإلهية. إنه يريدنا طاهرتين للغاية وسيكون بنفسه طهارتنا : علينا أن نتركَ نفسنا تتحوَّل إلى صورة مطابِقَة له، وهذا يكون أن نحب بكل بساطة طوال الوقت، وبذلك الحب الذي يحقِّق الوحدة بين مَن يحبون!

أنا أيضًا، يا جيرمين، أُريد أن أكون قديسة كي أحقِّق غبطته. اسأليه ألاّ أحيا إلاّ حُبًا، "هذه دعوتي". ثم لنتّحد كي نجعلَ من أيامنا شركة مستمرة : لنستيقظ في الحب لنستسلم كل يوم للحب، يعني أن نفعلَ مشيئة الله، تحت نظره، "معه" فيه ولأجله وحده. لنهب نفسينا في كل حين بالشكل الذي يريد، بنذر نفسك له، بالعمل على جلب الفرح لأهلك الأعزاء. ثم، عندما يحل المساء، وبعد حوار عن الحب الذي لا يتوقّف في قلبنا، لنذهب إلى النوم في الحب أيضًا. قد نرتكب أخطاء وخيانات، فلنعهد بها إلى "الحب" : إنه نارٌ تالفة، لنجعل كذلك مطهرنا في "حبه"! (الرسالة 172).

تركنا إليزابيت تتكلّم لكي نستشف من خلال تعابير تريز العلامات الخاصة بها ونبرات قلمها ونغمات الحب عبر اتحادها الشديد، والمتين، والدائم بالله في سماء نفسها. هذا الاتحاد عاشته قبل لقائها بتريز عندما شقَّت " طريقها " الخاص ( intériorité contemplative)، باختبارها حضور الله في ذاتها. برهنت إليزابيت، مثل تريز، عن حياة مُفعمة بالقداسة. وانتشرت رسالتها أيضًا عبر العالم، وإنْ لم تصل إلى لمعان أختها تريز وشهرتها لكون خبرتها الروحية تصب باتجاه التأمل الداخلي. وإذا كانت رسالة تريز غنية ولا تفنى، فإن رسالة إليزابيت في بعض جوانبها أتت أحيانًا لتُكمِّل رسالة تريز وأحيانًا أُخرى لتتعداها :

1- إليزابيت هي "النبي المُتأمِّل بحضور الله معنا وفينا". سكنى الله والثالوث في أعماق النفس شَغَلَها، فقضت حياتها تعبّر كيف يجب على النفس أن تعيش مع هذا الضيف. والكلمات التي كتبتها بضعة أسابيع قبل وفاتها خير شاهد على ذلك، وهي تعتبرها كوصية: " أترك لكم إيماني بحضور الله، الله المحبة الساكن في النفوس، وأبوح لكم : أن هذه الألفة معه – من الداخل – كانت لي أجمل شمس نشرت أشعتها في حياتي، مُستَبِقةً بذلك سمائي الموعودة " (الرسالة 333).

2- أحبّت تريز بكل قلبها الثالوث (ذكرته 28 مرة)، ولكن كل نظرها اتجه نحو يسوع الإله والإنسان ( 1616 مرّة ذكرت يسوع)، بينما اتجه نظر إليزابيت نحو الثالوث الأقدس.

3- في الدعوة للصلاة، ركّزت إليزابيت، أكثر من تريز، على تسبحة المجد للثالوث إله الحب. واختارت اسم " تسبحة المجد " للدخول إلى السماء، واستعملته مرارًا على الأرض ليعبّر عن هويتها المسيحية والروحية.

4- تمحورت حياة تريز وإليزابيت حول قراءتهما وتأملاتهما في الكتاب المقدس. فبدت إليزابيت منطقية أكثر بتعاطيها مع النصوص فيما كانت تريز تلجأ إلى النصوص بحثًا عن حل أو سند للمسائل الشخصية التي كانت تطرحها.

5- روحَنَت إليزابيت تأملاتها، فلم تعد الصلاة ترتكز على "هنا" (ici ) و"غدًا" (demain ) في قلاية أو حجرة الدير كما كان طموحها، وهي فتاة علمانية، إنما على "هنا" و"الآن" في القلاية (أو الحجرة) الداخلية لقلبها.

6- حلّقت إليزابيت أبعد من ذلك فعَلمَنت تأملاتها حين عاشت في قلب العالم علاقة قوية ومتينة مع الله في السفر والرقص والعزف على البيانو ولعب التنس…

7- حدّدت إليزابيت التأمل فاقتصر على الأساس : الإيمان بحضور الثالوث الذي أوحاه لنا يسوع، وسماع كلمة الكتاب المقدس.

خاتمة : أعطتنا إليزابيت صورة عن حياة تريز في العالم لو لم تدخل الدير في عمر الـ 15 سنة. ويمكننا أن نتخيَّل لو عاشت إليزابيت قبل تريز كيف كانت ستتأثر هذه الأخيرة بكتابات أختها الكرملية التي تجرأت " وقدّمت " ذاتها " واستسلمت " كليًّا إلى الحب الإلهي الذي لن يخمد أبدًا. من آخر كلمات تلفظت بها إليزابيت وتريز على فراش الموت والآلام كانت كلمة " حياة ".

فمعًا ذهبتا إلى "النور، إلى الحب، إلى الحياة "
ومعًا قالتا : " أنا لا أموت بل أدخل الحياة"
ومعًا نسير على دربهما لنذهب وندخل الحياة.

Saint
Joseph Epoux de la V. Marie

Sainte
Thérèse de Jésus (d’Avila)

Saint
Jean De La Croix

Sainte
Thérèse de l’Enfant Jésus de la Sainte Face

Sainte
Thérèse-Bénédicte de la Croix

Sainte
Marie de Jésus Crucifié

Sainte
Elisabeth de la Trinité

Bienheureuse
Thérèse Marie de la Croix

Saint
Raphael Kalinowski

Bhx. Fr.
Marie-Eugène de L'Enfant Jésus

Autre Saints

les Saints du Carmel

Carmel Kids